في الملاحة.. آل عجيان يدرب مرشدي القطيف على حلّ مشاكل طلابها بـ«العلاج الجمعي»

حالة من الوعي والتثقيف في مجال الإرشاد الطلابي، تتبناها وحدة الخدمات الإرشادية بقيادة الاختصاصي فيصل آل عجيان، الذي أخذ على عاتقه تجهيز مواد علمية إرشادية، وتطبيقات عملية، ليجمع بين النظري والعملي، حتى يحد من عشوائية التعاملات مع المشاكل الطلابية، وكما أن هناك إرشادًا فرديًا لكل شاب على حدة، هناك أيضا إرشاد جمعي، فهل يمكن لمرشد أو اختصاصي أن يقوم بهذه المهمة، وما هي آليته في ذلك؟

توجيه وإرشاد
أوضح “آل عجيان” أن الإرشاد الطلابي هو؛ عملية منظمة تهدف إلى مساعدة الطالب، ليفهم شخصيته، ويعرف قدراته ويحل مشكلاته، في إطار التعاليم الإسلامية، ليصل إلى تحقيق التوافق النفسي والتربوي والمهني والاجتماعي، ومن ثم يصل إلى تحقيق أهدافه في إطار الأهداف العامة للتعليم في المملكة العربية السعودية.

وبين أن التوجيه عبارة عن مجموعة خدمات تهدف إلى مساعدة الفرد على أن يفهم نفسه، ومشكلاته، ويستغل طاقاته، وقدراته الذاتية، ومهاراته واستعداداته، وميوله، وإمكانياته، وإحدى هذه الخدمات هي عملية الإرشاد النفسي، ومعنى هذا أن التوجيه يسبق الإرشاد ويمهد له، منوهًا إلى أن التوجيه عملية عامة تهتم بالنواحي النظرية، وهو وسيلة إعلامية في أغلب الأحيان تشترط توافر الخبرة في الموجه، وتعنى بوضع الشخص المناسب في المكان المناسب.

وأضاف:” الإرشاد عملية نفسية أكثر تخصصية، وتمثل الجزء العلمي في ميدان التوجيه الرحب، وتقوم على علاقة مهنية (علاقة الوجه للوجه)، بين المرشد والمسترشد، في مكان خاص يضمن سرية أحاديث المسترشد وفي زمن محدود أيضًا”.

أدوار وخطوات
وأشار إلى أن دور المرشد الطلابي هو تنبيه المجموعة إلى الهدف العام، يركز على مبدأ هنا والآن أكثر من الماضي، وينبه كل فرد أن يتكلم عن نفسه فقط، ،والانتباه للحركات الجسدية فهي لها دلالتها التي توضع في الاعتبار.

ونبه أنه على المرشد أن يتبع عدة خطوات: مرحلة تمهيدية، والاستكشاف، ومراحل العمل، ومرحلة التفكير، والاستبصار.

الإرشاد الجمعي
بعد هذه المقدمة الفاصلة بين المفاهيم، شرح “آل عجيان” لعدد من المعلمين والمرشدين الطلابيين بمدرسة الملاحة المتوسطة والثانوية، في ورشة العمل التي جاءت تحت عنوان “الإرشاد الجمعي”، لمدة ثلاثة أيام، بدءًا الاثنين 14 ربيع الأول وحتى الأربعاء 16 ربيع الأول 1441 هـ؛ الإرشاد الجمعي.

وأكد أن الإرشاد الجمعي هو عملية تفاعل بين مجموعة من الطلبة الذين يعانون من مشكلة مشتركة متشابهة، بحيث يتم جمعهم وفق مبادئ وقواعد محددة بغرض مساعدتهم في التعبير عن مشكلتهم بحرية وأمان وثقة وكشف أسبابها وصولًا إلى الحلول المناسبة، لتحقيق التكيف لأفراد هذه المجموعة.

وأوضح أن العلاقة الإرشادية تقام بين المرشد، ومجموعة من المسترشدين، تتم من خلال جلسات جماعية في مكان واحد، يتشابهون في نوع المشكلة التي يعانون منها، ويعبرون عنها كل حسب وجهة نظره، وطريقة تفكيره، من واقع رؤيته لها وكيفية معالجتها.

أهمية
ونوه بأن الإرشاد الجمعي، يعد وسيلة ناجحة من وسائل التفريغ الانفعالي، وشعور الفرد بالأمان والثقة لاشتراكه مع غيره في نفس المشكلة، وتوفير الوقت والجهد، من خلال تقديم الخدمة الإرشادية لمجموعات متعددة من الطلاب، ويساهم في تطوير علاقات اجتماعية بين الطلبة المسترشدين، ويكسب الطلاب مهارات اجتماعية في المناقشة، والتعبير عن ذواتهم بحرية.

ولفت إلى أن الفرق بين الإرشاد والتوجيه الجمعي؛ أن التوجيه الجمعي يعتبر أسلوبًا وقائيًا بطبيعته، بينما الإرشاد الجمعي هو مفهوم يتعامل مع مشكلات محددة لمجموعة من الطلاب.

دراسية – نفسية – اجتماعية
ولكن ما هي المشكلات التي يمكن طرحها في الإرشاد الجمعي؟ يقول “آل عجيان”: “يمكن طرح المشكلات الدراسية من؛ تأخر دراسي، أو رسوب، أو إعادة الصف، أو غياب عن المدرسة، أو تسرب، أو هروب، أو انقطاع، أو عادات دراسية خاطئة مثل عدم الاستذكار والمراجعة، أو سوء إدارة الوقت وتنظيمه.

وأضاف:” وكذلك مشكلات نفسية سلوكية، مثل: الخجل، والانطواء، والقلق، والعدوان، والتخريب، والإحباط، والغيرة، والسرقة، والعناد، والتدخين، والتعاطي والإدمان، والكآبة، والمخاوف الزائدة”.

ووتابع:” وأيضًا المشكلات الاجتماعية والأسرية مثل؛ التفكك الأسري بسبب طلاق الوالدين أو انفصالهما، وسوء التوافق الأسري، وسهر خارج المنزل، وعقوق الوالدين، والرفقة السيئة، وسلوك الشوارع، كسلوك مضاد للمجتمع، أو تعصب ديني، أو عرقي، أو قبلي، أو رياضي، أو حزبي”.

واستفاض:” قد تكون مواقف يومية طارئة ومتكررة، مثل؛ الغياب عن الحصة، والتأخر عن تمارين الصباح، والنوم داخل الفصل، والسرحان، وأحلام اليقظة، وعدم إنجاز الواجبات الدراسية، ومشاكسات الطلاب، وغيرها”.

وختمها بـ”وربما مشكلات صحية مثل؛ إعاقة جسدية وحركية، وسمنة زائدة، وأمراض وراثية ومزمنة، ونظر، وسمع، ونطق”.

اختيار
ثم تطرق “آل عجيان” إلى أهم أسس اختيار المجموعة الإرشادية، ومنها؛ التجانس بين أفراد المجموعة، من حيث القدرة العقلية والعمر، والحاجة؛ بمعنى أن يختار العضو في المجموعة على أساس حاجته للمساعدة والتي يمكن أن تقدمها له المجموعة.

وأوضح أن المشكلات المشتركة تعتبر من أسس اختيار المجموعة، حيث إن اكتشاف أعضاء آخرين من الجماعة لهم مشكلات شبيهة، يساعد الطلبة في الشعور أنهم مفهومون بيسر من الآخرين، وأخيرًا إعطاء الحرية للأعضاء في اختيار نوع المجموعة المراد الانضمام إليها، بحيث تراعي عدم وجود أقارب، أو أصدقاء في المجموعة للطالب الراغب في الانضمام إلى هذه المجموعة.

مميزات
وأكد أن مميزات الإرشاد الجمعي تتمثل في؛ الترشيد والاقتصاد في النفقات، والجهد، وعدد المرشدين، كما أنها تعد أفضل طرق الإرشاد بالنسبة للحالات التي تقاوم العلاج الفردي وتتحفظ، ولا تسعى أو تتعاون في حل المشكلة، بالإضافة إلى أن الفرد يتعلم من الجماعة جوانب كثيرة، فهي تكسبه مزيدًا من الثقة بالذات، وتضفي عليه روح التعاون والتفاعل والانسجام نع الآخرين، وتقديم صورة حية واقعية لنقل المشكلات الاجتماعية إلى مواقف حياتية، فتكسب المسترشدين مرونة السلوك الاجتماعي قبل تطبيقه عمليًا.

ونوه إلى أن المناقشة الجماعية لموضوع مشترك تقلل من الخوف، وتشعر بالأمن، فتتيح فرص التنفيس والتفريغ الانفعالي، كما أن اشتراك المسترشد في المناقشة والاستماع يقلل من تمركزه حول نفسه، ويشعره بالأخذ والعطاء، واختيار الأنماط السلوكية البديلة، وتعميمها إلى مواقف الحياة اليومية، ويعمل الإرشاد الجمعي على ازدواجية دور المسترشد؛ إذ يقوم بتعديل سلوكه، بناءً على نقده وملاحظاته سلوك الآخرين، وعلى نقد وملاحظات سلوك الآخرين له، وعليه فإنه يقوم بعملية تقويم ذاتي، والشعور بالانتماء للجماعة واحترام الرأي الآخر، حتى ولو اختلف مع وجهة نظره خلال التفاعل والتعاون مع الأقران، وأن إرشاد مجموعة الأقران يعد مشخصًا لمشكلاتهم ومعالجًا لها، ومطورًا لإمكانياتهم الشخصية، وتدريب حساسيتها عند التفاعل مع الضغوط الاجتماعية.

سلبيات
ولكن الموضوع لا يخلو من سلبيات، وقد لخصها “آل عجيان” في؛ عدم وجود فرصة لعرض المشكلات الخاصة، التي يرى المسترشد عدم عرضها أمام الآخرين، مما يضعف إمكانية إحداث تغيرات في بناء شخصية المسترشد، وعدم استفادة الحالات القصوى من المرضى، والمنحرفين، من الجلسات الإرشادية الجماعية، واعتبار المسترشد عضوًا في جماعة؛ يجعله يلتزم باقتراحاتها، ومرئياتها، مما يعوق حاجته الشخصية، وقد ينتاب بعض المسترشدين شعور بالخوف، أو القلق، أو الخجل، في وصف مشكلاتهم للآخرين، وقد ينتابهم شعور بالقنوط، والندم، والتوتر، إذا ما كشفوا فعلًا، وبذلك يرون أن الإرشاد الجماعي مهدد لمكانتهم وواقعهم الاجتماعي.

تكريم
وكرم رئيس وحدة التدريب طارق العصيل، المرشدين بعد حضورهم ورشة العمل بحضور قائد المدرسة والمشرف التربوي فيصل آل عجيان.


error: المحتوي محمي