«لا ينبئك به مثل خبير»، ولو اطلعت على آلاف البرامج والمشاهدات عن أضرار التدخين لن تقتنع، ولن تقلع عنها، ولكن عندما ترى وتسمع تجربة شاب في مثل عمرك، تعرض لنفس ظروفك، وخاض نفس تجربتك، وشعر بإحساسك وأنت تقاوم، وتنوي، وترجع، ستكون التجربة بلا شك أقوى أثرًا، من النظريات والتنبيهات؛ وهو ما فعله أحد الشباب الذين خاضوا تجربة التدخين لفترة، ثم أقلع عنها، فوقف يروي تجربته، التي بدأت مبكرًا، حين كان في الصف الثالث الابتدائي، وسنوات عمره لم تتعدْ التسعة، وعندما وصل إلى الصف الثاني المتوسط، قرر أن يقلع عن التدخين؛ اتصل على 937 رقم مكافحة التدخين بوزارة الصحة، ست سنوات وقف يرويها وسط اعتزاز الحضور بشجاعته.
ومن جانب آخر وضع عدد من لشباب برامج لمكافحة التدخين، واستمع لهم مدير مكتب التعليم بمحافظة القطيف عبد الكريم بن عبد الله العليط، بكل اهتمام، لما تحويه أفكارهم من برامج مبتكرة ومبدعة، وذلك يوم الإثنين 14 ربيع الأول 1441هـ ، خلال المعرض التوعوي عن التدخين وأضراره، الذي جاء تحت شعار «تخلص منها لتنعم بصحة»، والذي نظمته وحدة الصحة المدرسية، بالتعاون مع وحدة التوجيه والإرشاد، ووحدة النشاط الطلابي بالمكتب في مقر مدرسة القطيف الأهلية الابتدائية، وذلك بحضور المساعد للشؤون المدرسية عبد الله بن علي القرني، ومساعد مدير إدارة الشؤون الصحية المدرسية بتعليم الشرقية محمد بن عبد الرحمن الزهراني، ومدير إدارة الوحدات الإرشادية بتعليم الشرقية سعيد القحطاني.
وتجول “العليط” والحضور في أركان المعرض واطلعوا على مشاركات طلاب المدارس، التي اشتملت على برامج مكافحة التدخين، ولوحات، ومعروضات متنوعة؛ للتعريف بأضرار وخطر التدخين، وسبل الوقاية منه والتحذير من أخطاره، وشاهدوا عرضًا مرئيًّا عن مخاطر التدخين وآثاره، كما تضمن عدة أركان بينها ركن العيادة الصحية، والتثقيف الصحي، والعيادة الإرشادية، والعيادة الاستشارية والمرسم الحر، كما احتوى بين طياته على نحو 150 عمل فني، تنوعت بين الأعمال الفنية واللوحات التشكيلية والمجسمات، وأعمال الفلين والورق، وتصب في الجانب التوعوي والوقائي تجاه التدخين ومخاطره.
وأوضح العليط مدى أهمية توعية، وتثقيف المجتمع المدرسي والطلاب بأضرار التدخين؛ وذلك لزيادة الوعي والإدراك بالمخاطر التي تنجم عنه، مشيدًا بتكامل الأدوار بين الوحدات الصحة المدرسية، والتوجيه والإرشاد، والنشاط الطلابي، وتوعية الطلاب من خطر التدخين ومحاربة هذه الآفة.
من جهته أكد القرني بأن المعرض يهدف لتحصين الطلاب، وتعزيز الرقابة الذاتية في أنفسهم، ورفع مستوى الإدراك، والثقة في النفس؛ لتجنب الوقوع في التدخين، مشيرًا أن البرنامج يستهدف جميع المدارس المتوسطة والثانوية؛ لخلق جيلٍ واعٍ وخالٍ مما يشوبه، ودعا لتفعيل دور الحملة؛ لتحقيق أهداف التوعية، وتكثيف الجهود خلال الأسبوع عن طريق الكلمات الإذاعية، وعقد الندوات، والمحاضرات خلال ساعة النشاط، والتحذير من هذه الآفة التي تهتك بالصحة.
ونوه رئيس وحدة الصحة المدرسية بمكتب تعليم القطيف محمد بن عبد الواحد آل حريز أن المعرض الذي يستمر لمدة 3 أيام؛ يستهدف طلاب مدارس القطاع، وذلك في إطار نشر الثقافية التوعوية، والمبادرة بالتثقيف المجتمعي عن التدخين، وأضراره، وأثره على العملية التعليمية؛ من أجل تحقيق صحة مستدامة، وتعزيز السلوك الإيجابي لبناء جيلٍ واع صحيًّا، يحمل على أكتافه بناء الوطن؛ لتحقيق رؤية 2030، وختم موجهًا شكره لوزارة الصحة ممثلًا بمجمع الأمل للصحة النفسية نظير مشاركتها في المعرض، ومساهمتها في البرنامج التوعوي.
وأفاد رئيس وحدة التوجيه والإرشاد بتعليم القطيف عبد الرحمن بن علي الصبخة، أن جميع الأركان وجهت رسالة تثقيفية توعوية، بضرورة الحد من ظاهرة التدخين والاقلاع عنها، داعيًا جميع الفئات العمرية تصحيح الممارسات الخاطئة.