أطعمتنا والعمالة الوافدة.. ماذا تعني؟  

بنظرة تأملية لمحلات المخبوزات يمكننا الحكم على مأمونيتها من خلال طريقة إعدادها وتجهيزها بصرف النظر عن قيمتها الغذائية والتي نضعها في مصاف الأغذية غير المتزنة.

تهافت غالبية الناس على تناول الفطائر أو المعجنات وبكميات كبيرة في كل الوجبات والمناسبات، لأنها حازت على إعجابهم لرائحتها الشهية، ومذاقها الخاص، كما أن الخبرة واستخدام بعض الإضافات الغذائية أعطتها خصوصية مميزة.

دعوني بعد هذا أصور لكم ما يصادفني من ظواهر حية في هذا المضمار مع العمالة الوافدة، ولزيادة الإيضاح أعطيتها أرقاماً متسلسلة.

الظاهرة رقم (1) العامل وفي أثناء إخراجه المخبوزات من الفرن، سقطت إحداها على الأرض فأعادها إلى الفرن، ظناً منه أن لم يره أحد، لمحتُ ذلك بنفسي، ترى ما نتيجة ذلك؟؟

الظاهرة رقم (2) العامل يخرج المعجنات الجاهزة من الفرن ويضعها مباشرة في سلال التداول المغلفة بالبلاستيك الشفاف الملامسة للمخبوزات الساخنة، ماذا يعني ذلك؟؟

الظاهرة رقم (3) العامل يتأكد من جاهزية المعجنات واستوائِها بتقليب القطعة الساخنة بيده التي ترتدي قفازات رقيقة من البلاستيك، بديل استعمال الملعقة الخاصة! ترى ما معنى هذا؟

الظاهرة رقم (4) العامل يقوم بتجهيز وإعداد المخبوزات وفردها ومن ثم حشوها باللحوم والأجبان والإضافات الغذائية الأخرى، كل ذلك خلف حاجز جداري، وبدون أجهزة مراقبة تكشف لنا ما يخفيه ذلك الصانع، ترى هل يعرف المراقبون ما نتيجة هذا الإجراء؟

الظاهرة رقم (5) العامل يسّرع في خبز المعجنات وهي لا تزال بداخل الفرن عن طريق رفعها وتقريبها للهب مباشرة (الدافور)، وهذا من شأنهِ أن يغير في الخواص الطبيعية للحشوات، وتكّون أجزاء محروقة متفحمة، هل هذه المعالجة صحية؟

الظاهرة رقم (6) العامل يغلف المخبوزات في أكياس النايلون أو البلاستيك الشفاف وهي لا تزال ساخنة، ويتم التعامل معها بالقفاز البلاستيكي الرقيق الأقل جودة، واللوائح الفنية تلزم بأن تترك المخبوزات لتبرد إلى درجة حرارة الغرفة قبل تعبئتها، ماذا بعد ذلك؟
• الاشتراطات العامة للمخبوزات
GSO 2319/ 2013

الظاهرة رقم (7) العامل لا يلتزم بالزي المخصص للعاملين في تداول الأغذية، والأقنعة الواقية، والقفازات الجيدة، وأغطية الرأس المحكمة، ماذا يترتب على ذلك؟
• القواعد العامة لصحة الغذاء
GSO 1694/ 2005

الظاهرة رقم (8) العامل يتعامل مع تجهيزات غير مطابقة للاشتراطات والقواعد الصحية، فهناك أفران غازية بحاجة إلى صيانة، قديمة، غير محكمة، أرضيتها مشققة، ولا تزال تعمل رغم عدم صلاحيتها، ماذا يعني ذلك؟

الظاهرة رقم (٩) العامل يقوم بتقطيع المعجنات على طاولة التجهيز ويتعامل معها مباشرة بدون ارتداء قفازات واقية، ترى ما معنى هذا؟

الظاهرة رقم (10) العامل يستعمل ممسحة أرضيات (نب) لإزالة متبقيات المخبوزات المتفحمة بداخل الفرن، نرى خيوط الممسحة تفحمت واكتسبت سواداً من كثرة الاستعمال ولا نضمن سلامتها من الأوساخ والفضلات.

بتنا نسمع عن أمراض ما كنا نسمع بها أبداً، ساهمت العمالة مختلفة الجنسيات واللغات والثقافات في انتشارها، هم لا يلتزمون بالتعليمات والشروط الصحية، فهي عمالة وافدة رخيصة، جلها تأتي من بلدان فقيرة، تجهل أبسط قواعد الصحة والسلامة، وغير مدربة، وغير معتادة على النظافة الشخصية، وثقافة التربية الغذائية، “تأصلت العادة وظل أثرها باقياً”، تلك النوعية من العمالة ملأت الكم الهائل من المطاعم والمخابز ومراكز الأغذية، نألم لتدفقها بهذه الكثرة بدون ضوابط.

المتأمل في سلوك هؤلاء العمالة يجد أن ما يقدم لنا لا يصلح أن يكون طعاماً.

هي أخطار صحية رأينا نماذجها تستفحل حتى تجاوز الأمر حده، وباتت الظواهر رهينة أصحاب القرار، أملًا أن نجد عندهم ما يستوفي العلاج.

منصور الصلبوخ – اختصاصي تغذية وملوثات.


error: المحتوي محمي