في القطيف.. بروفيسورتان ودكتورة يكشفن أسرار أزمة منتصف العمر لـ63 سيدة

سن ما بعد الأربعين مرحلة عمرية حساسة في حياة المرأة، تشعر فيها بالكثير من التغيرات التي تطرأ على حياتها من الناحية النفسية، والجنسية، والاجتماعية، وينظر لها بأزمة منتصف العمر أيضًا؛ بما جعل كثيرًا من السيدات يتساءلن عمُّا يشعرن به من الهبات الساخنة، وعن فرص الحمل، وكيف يتجاوزن هذه المرحلة الجديدة؟

على ضوء هذه التساؤلات، أوضحت البروفسور استشارية النساء والولادة هيفاء التركي أن فرصة حدوث الحمل تنخفض بشكل تدريجي مع تقدم المرأه بالعمر؛ نتيجة انخفاض الخصوبة؛ حيث إن عدد البويضات لدى المرأة ينخفض، بالإضافة إلى أن صحة وجودة البويضات التي يتم إنتاجها كل شهر تنخفض؛ لاحتمالية وجود مشاكل في تكوينها؛ مما يزيد من خطر حدوث الإجهاض، منوهةً أن نسبة الإجهاض تراوحت من 30 – 80% عند الأربعين.

وأضافت أن الحمل إذا حدث؛ ترتفع نسبة تشوهات الأجنة؛ نتيجة وجود عيوب خلقية، ومشاكل في عدد الكروموسومات، وولادة أطفال الداون، حيث تصل النسبة بين عشر سيدات حملن في نهاية الأربعين ولادة طفل داون.

وتابعت، حيث تكون المرأة معرضة لمشاكل الحمل بصورة أكبر، وترتفع لديها نسبة الإصابة بتسمم الحمل، وسكر الحمل، وارتفاع ضغط الدم، وصعوبة الولادة التي تضطرها للولادة القيصرية، مؤكدة أن الحمل يحتاج لجسم صحي.

وبيٰنت التركي أن سن انقطاع الطمث من 52 – 54 سنة، ويعتمد على صحة المرأة، والتاريخ العائلي، وصحة المبيض أو فشله، منوهةً أن الهبات الساخنة من الأعراض التي تشعر بها المرأة في الأربعين؛ نتيجة التغيرات الهرمونية في الجسم، خاصةً مع اقتراب مرحلة انقطاع الطمث؛ مسببةً الشعور بالعرق الغزير، وعدم القدرة على تحمل الملابس، والحساسية واحمرار الجلد.

وأشارت أن في يناير الماضي أجريت دراسات؛ لمعرفة مدى رضا السيدات عن العلاقة الجنسية في الأربعين وما فوق أن 20% يتمتعن بعلاقة جنسية حقيقية و50% يشعرن بالرضا بالعلاقة الجنسية، والأكثر انبساطًا من تراوحت أعمارهن من 40 – 55 سنة، وفي عمر 70 سنة وما فوق، مشيرةً أن الرغبة تكون أقل، لكن مشاعر الرضا أكثر.

وأكدت التركي أن احتواء الزوج لزوجته، والعشرة الحسنة يلعبان دورًا مهمًّا في الرضا الكامل في العلاقة الزوجية، مع السعي لمعالجة مشكلة الجفاف المهبلي إن وجدت.

ومن جانب آخر قدمت المستشار النفسي والأسري عبير رشيد سرًّا يوصل المرأه في مرحلة الأربعين إلى الاستمتاع بها، وهي تبدأ من فكرة يتبعها شعور، ثم يتبعه سلوك، موضحةً أن قرار المرأة بأن عمر الأربعين مرحلة نضج فكري وجسدي، وعلى كل امرأة أن تستمتع بكل لحظة، وتهتم بنفسها، وأهدافها في الحياة.

وأكدت رشيد أن على المرأة في سن الأربعين أن تستقبل كل يوم بحب وأمل، وإيجابية، والاستفادة من خبراتها؛ لتحقيق إنجازات جديدة، مشيرةً إذا كانت الطفولة سليمة نفسيًّا كانت مرحلة المراهقة سليمة، وكلما كانت المراحل السابقة سليمة كانت مرحلة ما بعد الأربعين أيضًا سليمة.

وناقشت رشيد مشكلة امرأة في الأربعين، كانت تعتمد على والدتها ماديًّا ومعنويًّا، وبعد وفاة الأم تتغير المرأة فجأة بشكل مبالغ فيه من الاهتمام الزائد في نفسها، والذي قد لا تحتاجه من عمليات بوتكس، وشد، وخلافه ،فهل هذه صدمة أم ردة فعل؟!

فكانت إجابتها: إن المرأة تحررت من أفكار الوالدة، وإنها تعاني من نقص الثقة بنفسها؛ فتلجأ إلى التغيير الخارجي، بينما يتوجب التركيز على البناء الداخلي، وتعزيز الثقة بالنفس.

وتحدثت بروفيسور استشاري أشعة تشخيصية فاطمة الملحم عن التغيرات الاجتماعية التي تعاني منها المرأة ما بعد الأربعين، داعيةً المرأة إلى إشباع رغباتها بذاتها، ومواجهة التغيير، وأن التغيير يشمل العائلة أيضًا، مع تجنب المبالغة في التغيير.

وقدمت نصائح للمرأة يجب الالتزام بها، باتباع نظام صحي، وتقليل النشويات، والكربوهيدرات، إضافة إلى الإكثار من شرب الماء.

جاء ذلك في الأمسية التي نظمها “خطوة واعدة” للإرشاد الأُسَري بعنوان “أنثى ما بعد الأربعين”، والتي تضمنت الحديث عن عدة مواضيع، ومنها “التغيرات النفسية وأسبابها” و”التغيرات الجنسية وفرص الحمل” و”التغيرات الاجتماعية” ،وذلك في يوم الأربعاء الموافق 6 نوفمبر 2019 بحضور 63 سيدة، وأدارت الحوار الإعلامية عرفات الماجد.

وفي الختام دعت الإعلامية عرفات الماجد إلى الكشف المبكر عن سرطان الثدي بالماموجرام في الأربعين وما فوق، وأن تراعي صحتها الجسدية، موضحةً أن المنطقة الشرقية الأعلى على مستوى المملكة العربية السعودية إصابة بسرطان الثدي.


error: المحتوي محمي