لم يعد التطوع حراكًا عشوائيًّا، أو حسبما تقتضي الحاجة، خاصة وأن رؤية 2030 وضعت التطوع ضمن منهجية وطنية، يستطيع خلالها كل شاب وفتاة – يريد التطوع في أحد المشاريع الوطنية – أن يحصل على هذه الفرصة، مع التشديد على عدم استقطاب المتطوعين من قبل الأعمال الربحية؛ فالتطوع خير لا يراد به ربح مادي، وهو أول شرط لتحقيق العمل التطوعي، أن يكون مجانيًّا خالصًا لوجه الله، وما كان لله ينمو، ومن ثم لخدمة المجتمع، وغايتنا فيه كأجر بدون مقابل مادي.
هذا المفهوم وغيره حول التطوع كان محور برنامج الديوانية الاجتماعية، التابعة للجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بالقطيف، يوم الأربعاء 9 ربيع أول 1441هـ، والذي استضافت فيه كل من هدى القفاص، وإيمان الخباز، مشرفتي برامج التطوع بمركز التنمية الاجتماعية بالقطيف.
التطوع والرؤية
استهلت “القفاص” بشرح التطوع في رؤية 2030، بالتعريف بمعنى التطوع، مشيرةً إلى أنه كل مجهود يقوم به الفرد دون مقابل مادي هو تطوع، وأوضحت معنى المعيار الوطني للتطوع، وهو عبارة عن مجموعة من الإجراءات، والمقاييس، والنماذج الملائمة لتوحد استقطاب المتطوعين.
وأكدت ” القفاص” أن إيصال المعلومات للمجتمع، والجمعيات التي تقدم الخدمة الاجتماعية يكون من خلال تقديم عدة ورش للجهات المعنية أو المتطوعين، وهي البيئة الآمنة للتواصل بين الجهات المعنية والمتطوعين، تحتاج أن تكون هناك بيئة جاذبة.
فرص ومعايير
وأوضحت أن التطوع هو أي مشروع تقوم به دون مقابل مادي، وهناك توصيف للمهام لدى الفترة التي يقضيها المتطوع في الجهة المعينة، ولا يحق لأي مشروع خاص ربحي استقطاب متطوعين، وهو برنامج تصب منفعته على المجتمع كاملًا، وليس حكرًا على جهة معينة.
وبيّنت بشرح مفصل عن بداية التخطيط للأفراد واستقطابهم، وإدارتهم، والإشراف عليهم، وكيفية تمكين المنظمات من احتواء إمكانيات الجهود التي قد تكون مبعثرة.
وأضافت بأن من ضمن الخدمات التي يقدمها معيار التطوع هي تأسيس وحدات تطوع بمتابعة مستشارين قدامى، ومنح التراخيص لمدراء التطوع لتقييم استشارات، وتأهيل مدراء للتطوع.
وأشارت “القفاص” إلى أن هناك نسخه تجريبية أطلقتها هيئة المقاييس والجودة بلائحة الإجراءات للعمل التطوعي، وهي لائحة مقترحة فقط، وغير معتمدة، وقالت: نحن نطالب الوزارة في بداية إطلاق البوابة لتطور في الفرص التطوعية.
بوابة التطور
ومن جهتها نوهت الخباز إلى أن الأيام القادمة ستلزم جميع الجمعيات بمدير للتطوع، وقالت: البوابة الوطنية للتطور هي بوابة إلكترونية، وتعتبر البيئة الحاضنة التي تجمع التنسيق والتنظيم ما بين الجهات ولجان التطوع.
وأضافت: البوابة مسؤول عنها بوابة التنمية الاجتماعية، وهي ليست حكرًا على وزارة التنمية، بل مسؤولة عن إدارتها وتشغيلها، وبيّنت أن الجمعيات واللجان الخيرية هم أكثر بيئة توفر الفرص؛ لجذب المتطوعين، ومن حق المتطوع التعرف على المؤسسة، ومعرفة المشرف عليها، وهذا ضمن حقوقه، واستطردت بأن المبادرة الوطنية ستطلق لجميع القطاعات، مثل القطاع الحكومي الذي يشمل المراكز، والوزارات كالصحة، وغيرها.
وأكدت أن التطوع تحكمه لوائح وقوانين تنظمه، على سبيل المثال: التطوع في المناسبات الدينية، وحفظ المصلين بالمساجد.
شهادة معتمدة
وأشارت الخباز إلى أنه من حق كل متطوع أن يحصل على شهادة معتمدة من خلال الموقع، وتضاف له عدد الساعات التطوعية، وهي مرتبطة بنظام “أبشر” وسيكون هناك تثبيت أكاديمي للشخص، فالبوابة تهتم بتطور المحترفين.
العاجلة
وأجابت الخباز عن سؤال لـ “فاضل الدهان” عضو المجلس البلدي حول انتظار موافقة الجهات المعنية، الذي قد يعيق ويؤخر، أو يؤجل عملية البحث عن متطوعين، بأن هناك تبويبًا للفرص العاجلة؛ لتعجيل عمليات البحث، وأشارت بأن هناك مستوًى معينًا من التطوع، من ضمنه التطوع المهاري، يكون فيه المتطوع ملمًّا وخبيرًا بأغلب الأشياء، ويمكن للجميع التقدم لفرصة العمل التطوعي، وهناك أقسام منها: تطوع لمهارة، أو تطوع استشاري.
وفي الختام كرم رئيس لجنة التنمية الاجتماعية عباس الشماسي الضيوف وشكر الحضور.
