اقترب لأهمُس لك في أُذنك بشيء ولأخبرك بما تعرف وبما لا تعرف .
أترى تلك الأشياء السيئة التي فعلتها وما زلت تفعلها؟ وأنت تعلم في مكنونك أنها خاطئة، رغم معرفتك بها، رغم تغافلك عنها ، رغم تماديك فيها، تتجاهلها تارة وتسوف لها تارةً أخرى ..!
تخشى مواجهتها وتهرب من إعلان حقيقتها، هي من تجعلك تتأخر دون تقدم، هي من تجعلك آيلاً للسقوط ، هي من تجلب الأذى لروحك وقلبك، هي من تسلبُ جزءًا كبيرًا من صحتك.
اعلم أن الفطرة السليمة التي فطرت عليها تخبرك أن تبتعد عن كل ما يؤذيك وما يؤذي غيرك من قريب أو من بعيد، زد على ذلك أن الله ألهمك صلاح الأشياء وفجورها، لكن ما بالك استأنست بالحرام ، وركنت إلى المنكر حتى اعتدت عليه وأدميت به ضميرك إلى أن قتلته.
إلى أن أنطفٱ نور قلبك، وتلاشى بريق سمائك، فلا نفسٌ لوامةٌ تردعك، ولا ضميرٌ حيٌ يوقظك، إلى أن أوهمت نفسك بأنك لا تستطيع أن تعيش من دون ذلك، إلى أن أخبرت نفسك أنها جزءٌ من طبيعتك، وكل ذلك هراء، فأنت نور قد طمست الذنوب ضياءه.
لا تدع الظلام يملأ قلبك ولا تكن كمن ندعوهم إلى الحِل والحلال ويطلبون لأنفسهم دون ذلك؛ عنادًا .. تكبرًا .. غروراً .. صدقني لن ينفعك هذا من شيء ..!
إنطلاقة روحك ونفاذ بصيرتك لن تنالها إلا عندما تواجه حقيقتك وتكتب في السطور أجلك، إلا حينما تحاسب نفسك وتوقظ بداخلك ما يردعك ..!
أولا يكفيك رادعاً أنه كما تدين تدان ..!
انشغل بنفسك ..انشغل بإصلاح خطواتك، ولا تكترث لكلام من حولك، فصلاحك أنت هو صلاح دنياك، هو نجاتك، هو علو مرتبتك، هو حب الله لك ..!
ضع حدًّا لتمادي شهواتك على خالقك، واجعل الله أكبر من كل شيء حولك، ليكن الله أكبر من كل شيء في حياتك وليس فقط تكبيرة تقولها في محراب صلاتك ..!
ليس المهم أن تعرفني، المهم أن تعرف نفسك جيدًا، وتسعىَ أن توقظ ضميرك وتكون أفضل مما أنت عليه الآن.
لا تنتظر الفرصه لتطرق بابك بل اصنعها بنفسك !