«إذا كبر ولدك خاويه»، مثل دارج بلهجتنا العامية، قلما نجده في واقعنا هذه الأيام إلا أن نوري آل انتيف جسد ذلك المثل واقعًا على خشبة مسرح الرياض، بل تجاوزه إلى أكثر من ذلك، حيث لم يتآخَ الأب وابنه فقط، إنما صارا زميلين، يتنافسان في نفس اللعبة، ليسوق لهما الحظ نفس المركز.
هذه القصة التي تبدو طريفة للوهلة الأولى، شهدتها العاصمة الرياض، وتحديدًا في بطولة الاتحاد السعودي لكمال الأجسام المفتوحة للسعوديين، التي يتم من خلالها اختيار اللاعبين للمشاركة في بطولة العالم التي ستقام بدولة الإمارات المتحدة في نوفمبر القادم.
بدأت المنافسة بين السعوديين لتحديد الأوزان في الفئات الثلاث للعبة: كمال الأجسام، والفيزيك، والمسكلر فيزيك يوم الخميس الماضي، لتنتهي يوم السبت، على خشبة المسرح صعد الأب نوري إبراهيم آل نتيف، المنحدر من بلدة الخويلدية في محافظة القطيف، ليحل في المركز الرابع بوزن 85 كجم، ثم صعد الابن بدر نوري آل نتيف في المركز الرابع بوزن 80 كجم.
البداية
بدأ آل نتيف الخطوات الأولى في عالم لعبة كمال الأجسام عام 1995م في نادي الترجي، ليكون له في هذه اللعبة قرابة الـ 25 عامًا، محققًا العديد من الإنجازات المحلية والخارجية.
وبين لـ «القطيف اليوم» بأنه ارتبط بلعبة كمال الأجسام، ارتباطًا وثيقًا، وذكر أن هذه اللعبة تأتي الأجمل والٱصعب في عالم الرياضة، بحسب وصفه.
لعبة التغذية
وتابع: إنها ليست رياضة وقوة عضلات، وإنما تنظيم الأكل والشرب والنوم، ولا يوجد أفضل من تنظيم هذا الثلاثي الحيوي، مؤكدًا أن اللاعب، يمتلك خبرة في التغذية ،ربما تفوق خبرة اختصاصيي التغذية.
وأشار أن ما تتمتع به لعبة كمال الأجسام بالنسبة للاعب، هي ثقافة اللعبة، لتجعله يتعمق فيها من جميع المقاييس.
ثوب أبيه
بدر نوري آل نتيف – الابن – لاعب اختار “ثوب” أبيه ليعيش فيه، واتخذ من والده قدوة له، تشرب شغف والده بهذه اللعبة منذ صغره، أثناء مرافقته إلى صالات التدريب.
لم يكن الأب ليرى ولده متلهفًا، شغوفًا بهذه اللعبة، التي تحمل بين طياتها كثيرًا من الصعوبة والتحمل، سعى جاهدًا، ليثنيه، ليكون في لعبة أخرى، إلا أنه كوالده انتصر حبه وعشقه، مما جعل الأب يسلم للأمر الواقع، وهو الذي يعرف مسبقًا، ماذا يفعل التعلق بالشيء، والشغف به، فقد جربه منذ عشرين عامًا.
وقال: حاولت ثنيه، لكنه تمسك باللعبة، فلم أستطع مقاومة رغبته؛ لذا تعهدته كلاعب، كي لا يقع في متاهات هذه اللعبة.