في العوامية.. بعد 9 سنوات من إصابته بالشلل الرباعي.. آل إبراهيم يهزمه بإرادته

تسع سنوات أخذت ابن العوامية معاذ آل إبراهيم، بين يأس وأمل، وعزيمة ووهن، اختبار لم يكن سهلًا لابن السابعة عشرة من عمره، لولا فضل الله، وإرادة لا تعرف اليأس.

في صيف 2010، استجاب معاذ حارس مرمى نادي السلام بالعوامية لطلب أصدقائه أن يلعب معهم كرة السلة، ولكنه في أحد الرميات، علق بمربع السلة الذي طرحه أرضًا ليهبط فوقه، مسببا له إصابات في الفقرة الخامسة بالرقبة، وإصابات في العمود الفقري، وجاء تشخيص الأطباء بين أمل ويأس؛ أمل في أن يعيش هذا الشاب، واليأس من عدم قدرته على المشي مرة أخرى، إصابة بليغة، دخل بعدها عدة مرات إلى غرفة العمليات، وخضع للعديد من جلسات العلاج الطبيعي.

وبحسب تقرير mbc في أسبوع، أكد مهدي عبدالكريم العوى – جد معاذ – أن صدمة الأسرة كانت كبيرة، خاصة مع تشخيص الأطباء، ويقول: «تفاجأنا بحقيقة حالته، وكان أملنا ضعيفًا أن يعود لطبيعته».

الحياة قرار
وفي 2011 استطاع معاذ أن يغادر السرير الأبيض لأول مرة بعد عام كامل، ويخطو أولى خطواته على الأرض من جديد.

وفي إبريل 2012 قرر معاذ أن يستكمل مشواره الدراسي في الولايات المتحدة الأمريكية بجامعة غرب متشجن، بعد أن حصل على منحة ابتعاث خارجية، وبالفعل حزم أمره وسافر، وعاش ظروفًا قاسية بولاية متشجن أشبه بالمستحيلة، على شاب في مثل حالته الصحية، هذا القرار رفضته أسرته، لكنه سافر وهو يحدوه الأمل في تغيير واقعه.

دعم الغربة
ويقول منصور آل إبراهيم -والد معاذ: «قرر معاذ أن يسافر إلى الولايات المتحدة، رغم كل الظروف التي كان يمر بها، ولم نكن واثقين من الظروف التي ستساعده على الدراسة هناك، فلم يمض على تعافيه سوى ثمانية أشهر فقط، ولا يزال يحتاج إلى متابعة، حتى حقائبه لم يكن يستطيع حملها من على الأرض، ولكن بعد فترة قصيرة تأكدنا أن قرار معاذ كان قرارًا صائبًا، بعد أن التف حوله زملاؤه من السعوديين المبتعثين هناك، وقدموا له كل الدعم والمساندة، مما غير نفسيته للأفضل، وكان يرسل لنا صورًا وفيديوهات بشكل دائم يوضح لنا فيها تحسن حالته.

ويوضح معاذ سبب اتخاذ قراره هذا بقوله: «لم أكن أستطيع أن أخون حلمي، وأظل حبيس سرير المرض بالعوامية، لذلك صممت على السفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، لأدرس واستكمل مشواري العلمي، والآن أصبحت مؤهلًا للعمل في أي وظيفة تتناسب مع شهادة بكالوريوس الإدارة المالية التي حصلت عليها.


error: المحتوي محمي