بالرغم من السعي الحثيث للبلدية في الرقابة على الغذاء من خلال المتابعة والزيارة للمطاعم المختلفة والكميات الكبيرة التي تصادرها من الأغذية من المطاعم، لا يظهر للناس أصوات عالية تنادي بالمراقبة على جودة وصلاحية الأغذية في المطاعم.
لدي تفسير هنا يصب في صالح البلدية، وهو أن البلدية استبقت أصوات الناس في الرقابة على الأغذية في المطاعم.
ويمكن أن أضيف أيضًا أن لعنصر المنافسة في مجال المطاعم دورًا كبيرًا في اطمئنان الناس لذلك، فمن أهم إيجابيات المنافسة الشريفة أنها ترفع مستوى الجودة، وكثرة المطاعم والبوفيهات فرضت أجواء من المنافسة انعكست إيجابا على جودة الخدمة والأسعار أيضا، وبالتالي فقد حققت البلدية الهدف الأسمى بطريقة ذكية ودون عناء، وبقي دورها الآن في هذا المجال شبه محصور على تلك المطاعم والبوفيهات المتواضعة التي تستهدف بالدرجة الأولى العمال غير السعوديين، وهذه المطاعم في الأغلب يملكها غير السعوديين بطريقة التستر.
هناك جانب آخر، تعمل عليه البلدية وهو متعلق بحجم الأنقاض التي نراها في كل مكان تقريبا في المحافظة، فالبلدية أيضا تعلن باستمرار عن رفع كميات كبيرة من هذه الأنقاض التي تسميها مجهولة المصدر، ولكن وبالرغم من الحجم الكبير التي تعلن البلدية عن رفعه من الأنقاض فلايزال الوضع غير سارٍ بل في تزايد، ولا يبدو أن للبلدية خططًا مهمة للقضاء على هذه المشكلة، التي ذكرت أكثر من مرة أنها مشكلة مكعبة، أي أنها مشكلة يذوق الناس وبالها عند رمي تلك الأنقاض في الأراضي الفضاء، حيث إنها حالة صارخة في تشويه المشهد الحضري وهي أيضا مأوى للحيوانات الضالة، وكذلك هي مشكلة ترفع مستوى الأرض مقارنة بالأحياء الأخرى المحيطة وتجعل مستواها عند تخطيطها أرفع من مستوى الشارع والأراضي الأخرى المحيطة بها، وكذلك من جهة ثالثة تخلق مشكلات أخرى متعلقة بجريان مياه الأمطار وترفع تكلفة إنشاء الخدمات العامة مثل الطرق والصرف الصحي والمياه نظرا لاختلاف مستويات الأراضي.
لعل البلدية هنا بحاجة إلى ابتكار نموذج أو منافسة أخرى ما بين المقاولين المعنيين بإزالة ورفع الأنقاض بهدف تقليل جهود الرقابة وتكاليف الحالة القائمة حاليًا، وبهذا تقدم البلدية نموذجًا في الرقابة الذكية الفاعلة وذات التكلفة المنخفضة.