يا حياتي..

تكلّمني بهمسٍ :  يا حياتي
أذابَ الحزنُ بعدَكَ كلَّ ذاتي

أأنتَ الماءُ يُحيي كلَّ شيءٍ ؟!
كما يحيا الهوى بالذكرياتِ

أأنتَ الوردُ يغمرني شذاهُ ؟!
صفاتكَ تلكَ أم هذي صفاتي

أأنتَ الحسنُ ألبسني جمالاً ؟!
يفوقُ مداهُ كلَّ الفاتناتِ

أأصبحَ ناظري في الكونِ شمساً ؟!
أأضحى مبسمي عذبَ الفراتِ ؟!

أباتَ الناسُ ترسمني ملاكاً ؟!
أُديرُ بإصبعي كلَّ الجهاتِ

ودونكَ يا غذاءَ الروحِ ضِعنا
وضاعَ الذكرُ حتى البسملاتِ

فراقُكَ يا حبيبَ القلبِ نارٌ
ونار الهجرِ شطّتْ في شتاتي 

لمن أشكو فراقًا ليس يُشكى
لمن أشكو وأنتَ صدى شَكاتي

فهل أصبو إلى لقياكَ يوماً
وأدفعُ في الهوى ثمناً حياتي

أعِد نبض الحياةِ إلى فؤادي
أعد ألَقي وإشراقي وذاتي ..

فقلتُ لها وربِّ الحب إنّي
غرستكِ في دمي في خافقاتي

غرستكِ زهرةً تُسقى بدمعي
دموعُ العين أحلى الساقياتِ

صلاةُ القلب أنتِ غذاءُ روحي
وعند الله أنتِ صدى صلاتي

فإن حكمَ الزمانُ وما تلاقى
هوانا واستثارَ  الأمنياتِ ..

ثقي بالله يجمعنا قريباً
ويجمع طيّباً بالطيباتِ

فأنتِ أنا وربِّ الحبِّ أمضى
بأنكِ قِبلتي ماضٍ وآتِ ..

عجبتُ لصبرِها مرّاً بمرٍّ
ويحلو المرُّ عند الصابراتِ

وحقِّ هواكِ قد أودعتُ روحي 
هواكِ الروح يا سفنَ النجاةِ …


error: المحتوي محمي