العالم على وتيرة سريعة من التطور الفكري والثفافي والاقتصادي و.. و.. و..
وأصبحت أسواق العالم تعج بآلاف الاختراعات، والاكتشافات في جميع المجالات، وأصبح حاملو الشهادات في الطب أو الهندسة أو الفروع الأخرى في تزايد، وهذا ممتاز ومشكلة في الوقت نفسه حيث يكون الإنسان ذا ثقافة ولغة وشهادة ومشاريع وأنشطة.
باختصار؛ قوة وبريق جميل خارجياً لكن!
ماذا عن الداخل الإنساني؛ الذات؟
ماذا عن علاقته بربه؟
ماذا عن قيمنا السليمة؟
ماذا عن ثقافتنا الدينية؟
هل هي بنفس قوة وسماكة الخارج؟
فساحة الأحداث مليئة بالتحديات وإذا كان الفرد هشًا وسطحيًا من الداخل
فهل ثقافته وعلمه ومنصبه وشهادته تنقذه من الحرب الناعمة من خلال الثقافة والمعرفة الهشة والمفبركة التي تريد إخراجه من هويته السليمة التي فطره الله عليها وجعله على الهامش والعيش في الدنيا لمجرد العيش على الماديات دون العيش في العمق؟
أوليس الحياة فرصة لرسم حياة أبدية في العالم الآخر؟
ثم كيف لي أن أكون ذا ثفافة عالية ومعرفة وشهادة ومنصب وأنا لا أصلي مثلاً أو لا أفهم الدين بشكل سليم؟
فالناس في الغالب أصبحت تعاني من أزمات نفسية وفكرية ومشاكل رغم العلم والتطور والسبب هو البعد عن مصدر النور والتعلق بالقشور فأصبحت الروح تائهة متذبذبة تقوى في الرخاء وتضعف في الشدة.
هل هذا هو الإنسان الذي أراده الله تعالى أن يعمر الأرض؟!
لماذا لا أجمع بين ثفافة دينية تعلمني كيف أكون علاقة سليمة مع الله ومع الناس لحماية الروح والعقل من ويلات الحرب الناعمة والجمع بثقافة وعلوم أخرى حديثة تتناسب مع تطور العالم حتى تكون قويًا داخلياً وخارجياً؟
وذاك لا يتحقق إلا من خلال بوابة التغيير.
فالتغيير مطلب تنشده وتريده كل نفس بشرية تحمل النور الفطري وإن اختلفت في الطريقة والكيفية.
والتغيير يتطلب إرادة وعزيمة وكذلك معرفة مُتوجة بالصبر والهدوء ولنا في رسول الله قدوة حسنة ومحفزة نحو التغيير الإيجابي فقد جاهد بالموعظة والكلمة الطيبة
وغيرها من وسائل مختلفة تتناسب وعقليات البشر والمجتمع الذي يعيش فيه لتكوين شخصيات إنسانية عندها المصداقية في الداخل والخارج وفي الفكر والسلوك
وقادرة على عمارة الأرض بطريقة تتناسب وقوانين السماء.