عبر سنوات طويلة ومراحل عديدة من التاريخ القطيفي كان هناك نساء بارعات وشموس مشرقة أضاءت دروب الحياة بمعارفهن وعلومهن وأفكارهن وإبداعهن.. وأصبح نبوغهن نبراسًا يحتذى به وكنّ نماذج راقية وثمارًا يانعة، فاح أريجها، وانتشر عبقها عبيرًا نديًا في كل مكان.
لقد استطاعت المرأة القطيفية أن تُسهِم إسهامًا فاعلًا في مختلف أوجه النشاط الثقافي وكان نتاجها مميزًا ومنوعًا وناضجًا ووفيرًا واستطاعت أن تفرض شخصيتها الأدبية وتبرز دورها في البناء الحضاري والإنساني وأن تتفوق في صياغة الشعر ورصانته وجزالته وأن تبوح بمشاعرها بكل جرأة وثقة عالية، وكذلك التعبير عن انفعالات النفس ومشاعرها ويأتي في طليعة الأديبات الشاعرات من نساء القطيف؛ السيدة هاشمية بنت السيد حسين بن السيد مرزوق البلادي الموسوي المولودة في ١٢٩٦/١١/١٤هـ، والمتوفاة في ١٣٥٢/١٢/١٢ للهجرة النبوية الشريفة..
وقد صلى عليها حين وفاتها المقدس السيد ماجد العوامي ودفنت في المقبرة الشرقية من مقبرتي الخباكة… وهي والدة حجة الإسلام والمسلمين المقدس الشيخ فرج آل عمران قدس الله نفسه الركبة.. ومجمل الكلام في حياتها أنها كانت من النساء الفاضلات المحترمات الموقرات وكانت عارفة متفقهة شاهرة كريمة ذاكرة لها ديوان مطبوع (مجموعة التحفة الهاشمية في المراثي المعصومية) وهو من منشورات المكتبة والمطبعة الحيدرية في النجف الأشرف. وطبع بعد وفاتها.. قام بجمعه وترتيبه ابنها المقدس الشيخ فرج على ثلاثة أبواب وكان كل شعرها باللسان النبطي إلا قصيدة واحدة في رثاء الحسين (عليه السلام) تبلغ خمسين بيتا أولها:
يا لائمي عن ملامي كف واقتصر دعني أنوح على أحبابي الزهر
المصادر:
١ – التحفة الهاشمية في المراثي المعصومية.
٢ – الأزهار الأرجية في الآثار الفرجية.
٣ – عبقات الأرج في تاريخ حياة فرج.
٤ – نساء من بلادي (السيد عباس الشبركة) مخطوط.
٥ – تحفة أهل الإيمان في تراجم علماء آل عمران.