في القطيف.. آل مهنا: عدم توافق الوالدين بالأساليب التربوية يوقع الأطفال في المشاكل

دعا اختصاصي التربية الخاصة رعاية الموهبة والإبداع حسين آل مهنا إلى تفهم سلوك الأبناء لتعديله، من كونه مشكلة قائمة إلى سلوك إيجابي يقود إلى إنجاز الإبداع، والذي يأتي بعد تحديد السلوك، وفهم طبيعته، ثم تحديد الهدف من وراء التعديل ومن ثم يستطيع الوالدان تحويله إلى مهارة وفن تساعد على تنمية شخصية الطفل خلال مراحله العمرية.

وعرف آل مهنا السلوك بأنه أي نشاط يصدر من الإنسان سواء كان أفعالًا أو أقوالًا نلحظها ونقيسها بناء على مرحلته العمرية، والمحيط الاجتماعي الذي يعيش فيه، سواء كان سلوكًا ملحوظًا، مثل؛ القراءة والشجار، والجري والكلام، أو غير ملحوظ مثل الخيال والتفكير، منوهًا إلى أنه يمكن زرع بذرة توجيهه قبل عمر 6 سنوات وذلك لسعة الخيال في هذه المرحلة.

وذكر الخصائص التي يتسم بها السلوك من؛ قابليته إلى التوقع والضبط والقياس وكذلك التعديل، مؤكدًا على ضرورة تعليمه، وعدم اقتصاره على التربية والعادات المكتسبة، مع النظر إلى تأثر شخصية الطفل في السنوات الـ6 الأولى بالوالدين والروضة، ويمتد تأثره في المرحلة الابتدائية إلى المعلم، ويتسع في مرحلة المراهقة إلى الأصدقاء في محيط النادي والمدرسة.

وطالب بالتعرف على الدوافع لما وراء السلوك الصادر من الأبناء والتي تكون لرغبة منه في الحصول على احتياجات تتعدد بين؛ فسيولوجي من أكل وشرب ونوم، ودافع اجتماعي يحقق منه صداقات وألفة ومحبة وتعاون وتواصل مع من حوله، بالإضافة إلى دافع شخصي يبتغي منه الشهرة والمال، ولفته للانتباه والنجاح، مع تطوير الذات بالتميز والإبداع.

وأوضح الاختصاصي صفات المربين الأذكياء سواء كانوا والدين للطفل أو من له علاقة مباشرة به ومنها؛ النهل التربوي والبحث عن المعرفة التربوية، وأن يكون قائدًا ونموذجًا حسنًا له، والاعتراف بالمشكلة، والصبر وعدم استعجال النتيجة.

بالمقابل أردف 7 أخطاء يقع فيها المربون عند التعامل والتواصل مع أطفالهم وعليهم تجنبها وهي؛ اتباع الوالدين نفس نمط تربيتهم مع أبنائهم، وعدم توافق الوالدين في الأساليب التربوية، والوحدة المنزلية، والحوار من جانب واحد، والصراع على الأقوى، وضعف الرقابة، وأخيرًا الانغلاق الاجتماعي.

وأوصى باتباع إجراءات سلوكية تساعد على تعديل السلوك ويمكن تطبيقها مع الطفل وفق مرحلته العمرية وأول هذه الإجراءات؛ التعزيز السلوكي، والعقاب السلوكي، والإقصاء السلوكي، والعقد السلوكي، والاقتصاد الرمزي السلوكي مع التشكيل السلوكي.

جاء ذلك خلال ورشة آل مهنا “كيف نتعامل مع مشكلات أطفالنا السلوكية” والتي نُظّمت في القطيف بالتعاون مع مجموعة أصدقاء تعزيز الصحة النفسية بالقطيف، يوم الجمعة 5 صفر 1441هـ، بحضور 30 شخصًا من الآباء والأمهات والمهتمين بالجانب التربوي والثقافي.


error: المحتوي محمي