السبع أيقونة متفردة في سماء التربية والتعليم

يقال: التفرد وسط هذا العالم ليس سهلاً ولكنه ليس صعباً، ولا مستحيلاً.

وهذا ما حققته المعلمة أسماء طاهر السبع في الابتدائية الرابعة بالقطيف، التي تفردت بأخلاقها وتعاملها فكانت أيقونة رائعة في سماء التربية والتعليم لأنها آمنت بأن التعليم رسالة سامية لابد وأن تُغَلّف بالحب، فهي المعلمة التي احتضنت قلب ابنتي “حور” في عامها الدراسي الأول، بل واحتضنت قلوبنا جميعاً “طالبات وأمهات”، كما أنها آمنت أن صناعة الإنسان تحتاج إلى احترامه واحترام عقله بالدرجة الأولى كونه بشراً بعيداً عن أي انحيازية.

فكان لها الانفراد في رفع قيمة الأمهات واحترام عقول الصغيرات واحتوائهن بعد أن رصفت بإخلاصها لهن موانئ آمنة، ترسو عليها سفنهن.

أدت السبع رسالتها بإنصاف بعيداً عن القساوة التي يعتبرها البعض حجة لتأسيس الطلبة، متناسين أن ذلك قد يكون سبباً في تنفيرهم من التعليم، وتجشمت عناء إسعاد 36 طالبة بتكريمهن وإكرامهن، وتمكينهن وإبراز طاقاتهن.

فقدمت بذلك مفهوماً جديداً في سلك التعليم قائماً على رصف أرضية سوية وخلق جو حميمي مختلف عن كل المألوف، فهي من يُبحث عن أمثالها في هذا الزمن؛ إذ مثلت ظاهرة إنسانية خلاّقة.

وكل ذلك بشهادة جميع أمهات طالبات فصلها لعام 1440هـ اللاتى يُشِدنَ بفضلها دائماً، وهنا سوف أنقل ما قالته بعضهن:

*أم نوران آل نور: “شخصية تربوية بجدارة وقلب نابض بالأفكار  والجمال، نِعْمَ المعلمة ونِعْمَ الأم.. طاقة إيجابية ونبض عطاء، كل شيء في شخصيتها العظيمة يشدنا نحوها تغمرنا دائماً بلطفها وذوقها، فكل الأيام معها حافلة بالمشاعر متدفقة بالحنان، قبلة على جبينها الوضاء”.

*والدة التوأم الزهراء وفاطمة العوامي: “هي صاحبة الرسالة المحمدية والأخلاق العلوية، معلمة حققت كل الأخلاقيات الحسنة في مهنتها فكسبت قلبي وقلب طفلتيَّ التوأم، وجدت فيها عدلاً ملفتاً، كانت تعامل الجميع بلطف واحترام فحققت الغاية؛ ألا وهي الرضا والقبول، فكان أثرها واضحاً في ابنتيّ،  فقد وصلت الى أعماق قلبيهما، لها مني خالص الشكر والعرفان”.

*أم ورد الدار: “ما من شيء في العالم وليد المصادفة، كنت أقول إنها رزق ابنتي، وهي أجمل الأرزاق، معلمة نبيلة ذات خلق رفيع وقلب ملائكي، لك أن تتخيل كيف يبدأ طفلك مسيرته الدراسية تحت جناح مُعلم يمتلك رسالة تربوية عميقة!! الحمد لله على هذا التوفيق، فلا يزال تأسيسها العلمي والأخلاقي واضحاً لدى بناتنا”.

*أم آية التاروتي: “ابنتي آية  ممتازة لكنها خجولة جداً، ومعلمة أسماء هي من أعطتها ثقة كبيرة وجعلتها تنطلق وتتشجع وتشارك أكثر، فتشجعت للمشاركة ضمن مبادرة تحدي قراءة المئة قصة، لكنها توقفت في منتصف الفترة، وببركة التشجيع المستمر من المعلمة أسماء وبث روح الحماس في نفسها عادت للتحدي من جديد بكل حماس ووصلت للنهاية، وكل ذلك بفضل الله وفضل من رعت نفوس الصغيرات، فهي نعمة كبيرة نشكر الله عليها”.

ومن الملفت والجدير بالذكر أنها جمعتنا – نحن الأمهات –  قبل بدء الدراسة بشهر في جروب واتساب للتعرف على طالباتها وتنفيذ بعض الأنشطة معهن، والتي تساهم في رفع مستوى حماسهن للدراسة، واستمر هذا الجروب عاماً كاملاً، فكان مترفاً بالحب معشوشباً بالعطاء قائماً على الود والاحترام لكل الأطراف، فلم تتسبب يوما في مضايقة أو إزعاج أحد بل احترمت الجميع وتحملت استفساراتهن والرد عليهن بكل لطف وذوق، وكل ذلك بعيداً عن المقارنات التي تتسبب في نشر البغضاء.

كما أنها استوقفتنا بمبادرة لطيفة منها، حيث استقبلتنا في أول مجلس للأمهات بالورود وشهادات التقدير.

أليس كل ذلك جديراً بأن نرفع لها قبعة الاحترام ونصفق لها ملياً لأنها نجحت في إيصال رسالتها؟

رسالتها التي اتسمت بنشر ثقافتي المحبة والسلام التي دعا لهما سيد البشر النبي محمد عليه وعلى آله الصلاة والسلام.


error: المحتوي محمي