رأيته يتقلب على فراشه يمنة ويسرى عدة مرات، وأحياناً يضع على وجهه غطاءً، ويحاول أن ينام فلا يستطيع، وحاول أن يطرد أفكاره وخواطره التي شغلت باله فلم يستطع، فقد كان ساهراً ليلاه حتى الصباح لا يستطيع النوم، فسألته ما بالك لا تنام؟ أغمض عينيك وستنام فكان جوابه أنه لا يستطيع النوم لما أصابه من ظلم العباد وقهر الزمان، وكان يحتسب لله على من ظلمه ليلاً ونهاراً، وكان قلبه يشتعل ناراً بالألم النفسي لما أصابه من القهر والظلم وهو يكرر بيت الشعر:
تنام عينيك والمظلوم منتبهاً
يدعو عليك وعين الله لم تنمِ
ويحتسب لله على من ظلمه وأخذ حقوقه وأهان كرامته، فقد كان يقولها بحرقة قلب بآهاته الأليمة وتفكيره مشغول على مصير نفسه وعائلته.
إن كرامة الإنسان وكبرياءه لها شأن عظيم في النفس البشرية سواء كان طفلاً أو رجلاً أو امرأة، وإذا أهينت كرامة النفس وتم استحقارها تكون منكسرة وضعيفة وردة الفعل تكون عكسية وقوية، وترغب النفس أن تنتقم من الذي كسرها وجرحها إن لم يتم تهذيبها وترويضها. على الرغم من وفائه في عمله وإخلاصه وعطائه فقد تم مكافأته بالظلم والعدوان ونكران الجميل.
كلٌ منّا مرّت عليه نكسات وويلات في حياته وصعوبات وتعثرات تعيق مسيرته، والذكي من يستطيع أن يتجاوز هذه الصعوبات دون التأثير النفسي ويستفيد منها لتكون له عظة وعبرة ويزداد حكمة ورشداً. وعندما تكون مهموماً أو عندك قضية مهمة تشغل بالك فلا تستطيع أن تنام بسهولة، فالتفكير والهم من أقوى المسهرات لدى الإنسان، فالهم يغلب النوم فيجعله قلقاً ومضطرباً ساعياً لحل مشكلته وعندما يجد لها حلاً يهدأ باله ويخلد للنوم.
الطالب يكون قلقاً ومشغول البال أيام امتحاناته إذا كان مقصراً في دراسته أو مجتهداً يسعى للتفوق، وكل من يشعر بالمسؤولية أمام قضية ما يكون قلقاً ومضطرباً إذا واجهته مشكلة ولم يجد لها حلاً ولا تغفو عينيه من التفكير والبحث عن الخلاص، وتأتيه الكوابيس والخواطر النفسية المتذبذبة التي تهز استقراره واطمئنانه. وكذلك المستثمر الذي وضع كل أمواله في صفقته التجارية أو في شراء الأسهم البنكية تجده قلقاً مضطرباً مشغول البال في تجارته مفكراً في نجاحه وربحه وعدم خسارة أمواله.
إن بعض الذين يعانون من صعوبة في النوم يتناولون حبوباً منومة من قبل الطبيب أو الصيدلي لكي ينام ويهرب من مشكلته، وبعضهم يرهق نفسه بالسهر ولا يهدأ باله مما يتعب صحته ويعيق تفكيره في حل مشكلته.
فاعلم أن تجاوزك مشكلتك بطريقة علمية وعملية تعطيك زخماً من التجارب الحياتية المفيدة، وتعمل خلايا مخك بالنشاط وبالتفكير الإيجابي لوضع الحلول، فإنك تستطيع أن تتجاوز ما يعيق طريقك. فكن إيجابياً في حياتك لكي تسعد نفسك ومن حولك ولا تقلق إذا كان للمشكلة حل وإن لم يكن لها حل فاتركها، وتوكل على الله في جميع أمورك واطلب منه التوفيق ينجيك من الصعوبات ويفتح لك أسراراً من حيث لا تدري.
وكما قال الشاعر:
سهرت أعين ونامت عيون
في أمور تكون أو لا تكون
فادرأ الهم ما استطعت عن
النفس فحملانك الهموم جنون
إن رباً كفاك بالأمس ما كان
سيكفيك في غد ما يكون
وفقكم الله لكل خير.
سؤال التحدي الأسبوعي: ما العدد الذي إذا أضيف إليه مثله ونصفه وربعه يصبح 66؟
(أ) 24
(ب) 30
(ج) 36
(د) 42
جواب سؤال التحدي للأسبوع الماضي: عدد المواقف 6 × 5 × 4 = 120