تقاس الرجال بأعمالها وتقيم الرجولة بمكارمها وتظهر الإنسانية بما تقدم من بصمات.
وقد لمسنا الطيبة والإنسانية والتفاني والتضحية والكرم والجود في أبي محمد الحاج سعيد الدهان، فهو من الرجال النادر وجودهم في زمن الماديات، لا أعرفه إلا بالاسم وبما قدم من خدمات جلية للناظر لحي الإمام الرضا، وما سمعته من ابنته وزوجته خادمة الحسين أم محمد عن طيبته وحنانه وحبه للخير وخدمته للإمام الحسين والتفاني في حبه وإقامة عزائه طوال شهر محرم فما أن تنتهي العشرة الأولى حتى تبدأ الثانية والثالثة وإحياء أمر محمد وآله من مواليد ووفيات.
وقد قام ببناء حسينية الدهان الرجالية لخدمة سكان المزروع حي الإمام الرضا وإقامة المناسبات الدينية فيها فكانت ملاذًا للسكان للاستماع وإحياء أمر آل محمد، ولم يبخل على من يطلبها وقد طلبت من زوجته وابنته بالاستذان أن نحيي مناسبات آل محمد من وفيات ومواليد، فرحب بذلك وزاد على ذلك ببذل المال بجلب التوزيعات التي يجهزها قبل أن نذهب للحسينية، ثم قام ببناء الحسينية النسائية المعروفة بحسينية أم محمد الدهان، وهيأها بما يلزمها وانتقلن إليها وأقمن أول احتفال بميلاد الإمام الحسن العسكري في العاشر من ربيع الثاني ١٤١٩هـ، واستمرت الاحتفالات طيلة سكناي بحي الرضا وكانت تأتي الفتيات من منطقة المحدود والمشاري والمنيرة والتركيا وتاروت للاستماع للاحتفالات والتأبينات وكانت مثل هذه الإحياءات لأمر محمد وآله نادرة وتعد بعدد الأطراف لا بعدد الأصابع، وقد وجد الأهالي ضالتهم فيها لإقامة مناسباتهم كالزواج أو مجالس العزاء لفقد عزيز عليهم كما أضحت معلما ثقافيا ودينيا فأقيمت جلسات تعليم الصلاة والثقافة الدينية والقراءة الحسينية وإقامة مناسبات السكان.
جزى الله المؤسس لها ورحمه الله وأدخله فسيح جناته ونسأله أن يصبر قلوب فاقديه إنه سميع مجيب، وأن يعمر قلوب عباده محبة وإيمانًا.