لِمَن يعيبُ على الدّمعةِ الحسينيةِ في زماننا الحاضر

سكبنا على ذكراكَ دمعَ مودَّةٍ
و خِطنا بهِ حولَ المبادئ مِئزرا

وجدناكَ في كُلِّ الأحاديث عَبرةً
تُمِدُّ الورى فكراً و هَدياً تسطَّرا

و مَن قَالَ إنَّا قد حصرناكَ سيَّدي
بدمعٍ و عابَ الدَّمعَ مِنَّا و أنكرا

و جَاءَ بتصويرِ الخطيبِ نِكايةً
بأن خاضَ في نعيٍ تُراثاً مُزَوَّرا

لقد تاهَ في أمرِ الحُسينِ و ما وعى
و كانَ إلى نهجِ الهُداةِ مُغَيِّرا

فأينَ مضى ذاكَ الثّوابُ لِمَن بكى
و هل ناحَ آلُ البيتِ رسماً مُصَوَّرا ؟!

فلولا الدُّموعُ السَّاخناتُ بمقلةٍ
لما أبصرتْ عيناهُ نهجاً و مِنبرا

لقد حثَّ أهلُ البيتِ للنّدبِ و البُكا
و ما كانَ في ذاكم مُحبٌّ تأخّرا

فيا ابن شبيبٍ عن رضا آل أحمدٍ
فتحنا لدمعِ العينِ في ذاكَ مِحورا

فما ضَرَّ بوقٌ يدّعيها ثقافةً
و يدعو لوقفِ الدَّمعِ جهلاً و مُنكَرا

فقد رامَ أعداءُ الحُسينِ لوقفِها
و قد خابَ مسعى مَن لذاكَ قد انبرى

وهذا مُصابُ السِّبطِ أبكى عوالِماً
و أبكى قُلوبَ المؤمنينَ و فطَّرا

دعا الشَّمسَ في حالِ الغُروبِ لقتلِهِ
تغيبُ و لونُ الأفقِ تُبديهِ أحمرا

لقتلِ الشَّهيدِ الطُّهرِ تبقى حرارةٌ
بذاكَ أتى طه النّبيُّ و أخبرا

و ما كانَ يطفي جمرةَ الحُزنِ شاعِرٌ
بدعوى يجي ءُ النّقدُ فيها مُكَرَّرا

و في موسِمِ الأحزانِ جاءت دُموعُنا
نُواسي بها الهادي النَّبيَّ و حيدرا

نُواسي إمامَ العصرِ في كُلِّ مشهَدٍ
تراءى لَهُ في وقعةِ الطَّفِّ قد جرى

فيا لائمي في ذرفِ دمعٍ ألا فَقِفْ
عسى اللهُ أن يُوليكَ هَدياً لِتُبصرا .


error: المحتوي محمي