أخطاء هندسية قاتلة في شارع الرياض

حديث الناس في جزيرة تاروت لا يكاد يتوقف عن الوضع الهندسي لشارع الرياض الذي يربط محافظة القطيف بجزيرة تاروت من الجهة الجنوبية، ويسمى بشارع الموت بسبب المنعطفات الخطيرة التي تسببت في الكثير من الحوادث المميتة والتي راح ضحيتها الكثير من الأبرياء.

أتكلم في هذه المقالة ليس بصفتي مهندساً ولا مساحاً متخصصاً في هندسة ومسح الطرق، ولكنني أتكلم مما تعلمته في مراحل دراستي المتوسطة والثانوية، التي تعلمت فيها أن نقطة البداية لا بد أن تلتقي بنقطة النهاية، وهنا أسأل: كيف أن شارع الرياض الذي يربط محافظة القطيف بجزيرة تاروت بدأ بأربعة مسارات من نقطة نهاية جسر شارع الرياض مروراً بمخطط الشاطئ لكنه أصيب بالإعاقة في نهايته..!! وتحول إلى مسارين مع أخصر ملتوية بمنعطفات خطيرة تراها كلما اتجهت شرقاً إلى جزيرة تاروت حيث يتقاطع مع شارع دارين القديم بالقرب من بلدية تاروت.

شارع الرياض في جزيرة تاروت يعاني من بعض الأخطاء الهندسية القاتلة، والتي نتمنى من رئيس بلدية تاروت المحترم الذي هو واحد من أكثر الناس استخداماً لذلك الشارع الذي يصله إلى مكتبه في بلدية تاروت أن يرتب لبحث مشكلة شارع الرياض مع رئيس بلدية القطيف المحترم، لوضع الحلول اللازمة والعاجلة التي يجب علاجها في أسرع وقت.

قامت الجهات المعنية بإنشاء جسر بحري يربط محافظة القطيف بجزيرة تاروت عن طريق شارع الرياض من الجهة الجنوبية، وذلك لفك الازدحام المروري على شارع أحد المدخل الرئيسي الوحيد الذي يربط جزيرة تاروت بمحافظة القطيف من الجهة الشمالية، هذا الطريق الذي يمثل أحد الشرايين المهمة في شبكة الطرق، لأنه يمر بمناطق حديثة في جزيرة تاروت ويربطها بمحافظة القطيف.

إن تنفيذ مشاريع الطرق الرئيسية التي تربط المدن ببعضها يجب أن يكون لها مقاييس رئيسية في السلامة والأمان، والمؤسسة المنفذة للمشروع يلزم عليها مراعاتها وأن يتم الإشراف عليها من قبل أمانة المنطقة وبلدية المحافظة بواسطة مهندسين وطنيين ذوي خبرة وكفاءة عالية في مسح وهندسة الطرق، وعلى الجهات المعنية من أمانة الشرقية وبلدية القطيف وغيرها تحمل المسؤولية الكاملة لعيوب التنفيذ، ولموافقتها على استلام المشروع من المؤسسة المنفذة للطريق دون الأخذ بمعايير السلامة فيه.

الخبرات الوطنية المخلصة من المهندسين والمساحين هي التي يجب أن تراقب ما تقوم بتنفيذه المؤسسة أو الشركة المنفذة للمشروع، فلا تستطيع تلك المؤسسة الإخلال بأي بند من بنود الاتفاق خصوصاً فيما يتعلق بسلامة الناس الذين يستخدمون تلك الطرق، فكيف غابت عنهم معايير السلامة والأمان للناس الذين يستخدمون شارع الرياض الذي يربط جزيرة تاروت بمدينة القطيف والذي لا يزال يحصد أرواح الناس الأبرياء بسبب المنعطفات الخطيرة فيه!

وضع أصول السلامة والأمان عند تنفيذ الطرق من الأولويات المهمة التي يجب على الأمانة مراعاتها، والتشديد على وجودها قبل استلام المشروع والسماح للناس بالسير عليها، فكيف غابت تلك الأخطاء المميتة للمنعطفات الخطيرة التي نفذها المقاول المنفذ لمشروع شارع الرياض بجزيرة تاروت.

وفي الختام، إن شارع الرياض يحتاج إلى إعادة تأهيل، أهمها زيادة عرض الطريق لكلا المسارين ليتساوى مع المسارات الأربعة لكل مسار للشارع الممتد على طول مخطط الشاطئ، والقضاء على المنعطفات الخطيرة فيه، قبل أن يزحف التوسع العمراني عليه وتتفاقم المشكلة ويظل الخطر يهدد الناس في كل يوم.


error: المحتوي محمي