جمال العطاء الأخوي…. أبو الفضل العباس (ع)

منذ أن حل شهر محرم علينا… كان ينبغي على الكتّاب والمفكرين والعوام؛ الغوص في بحور ملحمة كربلاء ونأخذ الدروس والعبر التي تنير طريقنا وتعالج مشاكل حياتنا، من مضامين عاشوراء الحسين (ع) “جمال عطاء الأخوة”، فلو تخيرنا نموذجًا صادقًا في العطاء الأخوي؛ لوجدنا أجمل معنى الأخوة على مدى التاريخ أخوة العباس (ع).

من شبابيك الجمال المفتوحة في احترام أبو الفضل العباس كان ينادي أخاه الإمام الحسين بالسيد والإمام إكرامًا واحترامًا، فقد جسّد العباس الأخوة بشكل بديع كما أمر الله سبحانه وتعالى، حيث تطابق وتشبه علاقة النبي محمد (صلى الله عليه واله وسلم) مع الإمام علي (ع) وعلاقة موسى (ع) وأخيه هارون. فرغم المغريات التي قدمها الشمر من جيش العدو إلى العباس بأن أحضر له صك الأمان في مقابل أن يترك أخاه الإمام الحسين (ع)، فتكون حياة العباس وأخوته من أم البنين في سلام، لكن العباس ضحى بنفسه وأولاده وأخوته في ارتباطه بأخيه الحسين (ع) وعدم ترك أخيه، فما أجمل هذا الموقف الصلب في التضحية.

القارئ العزيز سوف أقفز بك إلى يوم العاشر من محرم، حين احتضن الإمام الحسين (ع) أخاه العباس، قال الإمام: “الآن انكسر ظهري”، حيث لو تعطلت يدك تستطيع أن تقوم أو عينك أو رجلك، لكن الظهر يصعب عليك القيام، فقالها الإمام ليس للضعف إنما إلى مكانة العباس، فربما في هذا الموقف حيث الإمام الحسين يحتضن العباس، قال العباس: “إلى الإمام الحسين يا أخي عوضًا عن سيدي”، ومما روي في كتب السير والتاريخ حين تمكن العباس من الحصول على الماء وأراد أن يشرب ولو شرب لن يعاتبه أخوه الحسين (ع)، فتذكر عطش أخيه، وأخد يخاطب نفسه:
يا نفس من بعد الحسين هوني
وبعده لا كنت أن تكوني
هذا الحسين وارد المنون
وتشربين بارد المعين
تالله ما هذا فعال ديني

فلتكن لنا عبرة من العباس ونتعلم أن الأخوة لها شموخ وسند ونصل الأرحام، فمن كان قاطع إلى أخيه يفتح قاموس أبو الفضل العباس ويتعلم معنى الأخوة كأنها تشكل العمود الفقري في جسمك، النظر إلى تعاليم ومواقف آل محمد (ع) بالعيون الفاحصة تجعل حياتنا أكثر سعادة وسهولة.


error: المحتوي محمي