قتلوا الحُسينَ و لم يعُوا أنَّ الدِّما
منه استحالت للقيامةِ مأتما
مَن ظنَّ أنَّ السّبطَ ماتَ بطفِّهِ
و غدا لدى التاريخِ فرداً مُعدَما
فلينظُرِ اليومَ الملايين التي
تُحي مآتمَهُ بأرضٍ أو سَما
يبقى الحسينُ كشعلةٍ وضّاءةٍ
بمدى الحياةِ تُنيرُ ما قد أظلما
و دَمُ الشَّهادةِ يستقِرُّ بعرشِ مَن
كتبَ الخُلودَ إلى الحُسينِ و عظّما
مَن كان يجهلُ حقَّهُ أو قدرَهُ
فعيونُهُ لا شكّ أطفأها العَمى
يا لائمي في دَمعةٍ خرجت لَهُ
هلاّ كففتَ و كُنتَ أغلقتَ الفما !
دعني أنوحُ على الغريب بكربلا
فلهيبُ نارِ الحُزنِ شبَّ و أضرَما
رزءٌ بكى الصَّخرُ الأصَمُّ لأجلِهِ
والكونُ في صَخَبٍ عليهِ تألّما
نبكي الحُسينَ فليس يُنسى رُزؤُهُ
في العالمين وقد تجدَّل و ارتمى
فَوْقَ الصَّعيدِ مُخضَّباً بدمائهِ
قد فتَّ في كَبِدٍ لَهُ حَرُّ الظّما
وكريمُهُ فوق السِّنانِ بآيةٍ
للكهفِ في ذكرِ الرّقيمِ تكلَّما .