يبقى الحُسينُ عليه السلام …

قتلوا الحُسينَ و لم يعُوا أنَّ الدِّما
منه استحالت للقيامةِ مأتما

مَن ظنَّ أنَّ السّبطَ ماتَ بطفِّهِ
و غدا لدى التاريخِ فرداً مُعدَما

فلينظُرِ اليومَ الملايين التي
تُحي مآتمَهُ بأرضٍ أو سَما

يبقى الحسينُ كشعلةٍ وضّاءةٍ
بمدى الحياةِ تُنيرُ ما قد أظلما

و دَمُ الشَّهادةِ يستقِرُّ بعرشِ مَن
كتبَ الخُلودَ إلى الحُسينِ و عظّما

مَن كان يجهلُ حقَّهُ أو قدرَهُ
فعيونُهُ لا شكّ أطفأها العَمى

يا لائمي في دَمعةٍ خرجت لَهُ
هلاّ كففتَ و كُنتَ أغلقتَ الفما !

دعني أنوحُ على الغريب بكربلا
فلهيبُ نارِ الحُزنِ شبَّ و أضرَما

رزءٌ بكى الصَّخرُ الأصَمُّ لأجلِهِ
والكونُ في صَخَبٍ عليهِ تألّما

نبكي الحُسينَ فليس يُنسى رُزؤُهُ
في العالمين وقد تجدَّل و ارتمى

فَوْقَ الصَّعيدِ مُخضَّباً بدمائهِ
قد فتَّ في كَبِدٍ لَهُ حَرُّ الظّما

وكريمُهُ فوق السِّنانِ بآيةٍ
للكهفِ في ذكرِ الرّقيمِ تكلَّما .


error: المحتوي محمي