إن التشجيع على الإبداع في مختلف المجالات يعزز روح التعاون والمساعدة والتفاؤل والأمل بين أفراد المجتمع، وهو منبع للتقدم والرقي في مختلف المجتمعات، فالإبداع هو الإتيان بشيء جديد، واستعمال الخيال الخصب، وذلك من أجل تطوير الأساليب والآراء والأفكار الناتجة من الحالة الثقافية أو الأدبية أو الاجتماعية أو الاقتصادية، وغيرها من حالات أخرى متعددة.
وبإمكان الشخص المبدع الذي لديه استقصاء، وتجارب، وخبرات، ودراسات، وقدرات متعددة؛ أن يعالج بعض المشكلات التي تمنع التقدم، وتحد من الازدهار عبر تدريب أفراد المجتمع وتشجيعهم على اتباع آليات وقواعد حل المشكلات بطرق إبداعية، بل ومساعدتهم على التطوير الذاتي وتنمية القدرات بشكل عام.
وللتشجيع على الإبداع ثمرات وأهميات للفرد والمجتمع، ومنها:
(1) اكتشاف القدرات المخبأة بداخلنا وآلية تنميتها، وتطويرها وصقلها لأننا نتمتع بقدرات فائقة الجمال.
(2) المساهمة في زيادة الشعور بالثقة والإنجاز، وخصوصًا للمبدعين.
(3) تنمية المعارف الإنسانية، فإن الإبداع يشجع على القراءة والكتابة والتعليم والتدريب والحوار والبحث والاكتشاف والواقعية.
(4) التغلب على النظرة القاصرة والضيقة بحياتنا ومستقبلنا، فإنها تقف عقبة أمام الإبداع وتقتل كل ما هو جميل، فعنصر التفاؤل يقودنا نحو الإبداع والنشاط والأمل ويزيد الطاقة الإيجابية لدينا.
(5) ثمرة الإبداع النجاح والتطور باستمرار، فهو يجعلنا نواجه التحديات والظروف الصعبة بكل ثقة وإصرار وعزيمة وإرادة قوية، كما أنه يجعل الشخص المبدع نشيط على مواجهة الضغوطات والتحديات الصعبة التي تحاول منعه من التقدم باستمرار في مسيرته الإبداعية.
عند ذكرنا للجانب المشرق من الإبداع وأهدافه، والمحفزين عليه، فإننا كذلك لا نتغافل عن أسباب التي تعيق الإبداع، وهي كالآتي :
(1) الفشل والخوف من الأخطاء عند خوض التجربة.
(2) عدم الممارسة والافتقار للنشاط والإقبال.
(3) فقدان الثقة بالنفس.
(4) ضعف مستوى الطموح.
(5) صعوبة معرفة الهدف المنشود.
(6) عدم التفرغ للتفكير.
(7) قلة التجارب والخبرات والمعرفة.
(8) الشعور بالنقص.
(9) المقارنة بالآخرين.
(10) عدم القدرة على مواجهة الصعوبات.
(11) عدم تقبل بعض المقترحات من قبل أصحاب التجارب والخبرة.
(12) انعدام الرضا بأي شيء.
ناهيك عن أسباب أخرى كثيرة تعتمد على البيئة والمجتمع والأسرة والأصدقاء والمستوى التعليمي أيضًا يلعب دورًا كبيرًا في زيادة لغة الإبداع.
فإذا أردنا ردع هذه المعوقات، يجب علينا أن نصبر ونجتهد ونثابر على تحقيق الأهداف التي نطمح للوصول إليها، وأن نستشير أهل التجارب والخبرات الحديثة، ونقوي الثقة وروح التعاون والمساعدة بين بعضنا البعض، ونستفيد من دورات الثقافة والإبداع.
ولابد أن لا نخاف من الوقوع في الأخطاء بل علينا أن نتعلم منها، بالإضافة إلى ذلك يجب الاعتماد على توسيع العلوم، لأنه سيساعدنا على كسب المعلومات والأفكار والمعارف الجديدة التي ستمكننا من كسب القدرات الإيجابية.
بالنهاية، نختتمها بعبارة جميلة: “افعلوا الأمور التي تحبون فعلها حقًا، ابحثوا دائمًا عن الأشياء التي ترغبون في تحقيقها، واصنعوا لأنفسكم ومستقبلكم ومجتمعكم النجاح والتميز والتفوق”.
أسأل الله تعالى أن يجعل المبدعين من أبناء المجتمع ذخرًا لمجتمعهم وبلادهم، وأتمنى لهم مزيدًا من التقدم والتألق والعطاء.