بث الحسين (4).. هل أنت مسلم؟

مشهد يتكرر أمام عيني ويطرق سمعي صوت السلام الذي يُلقيه رجل أجنبي من الجالية الهندية على من هم من أهل البلد حتى لو كان لا يعرفهم، ولم أصادف العكس.

السلام لا يعرف التمييز بين عربي أو عجمي أو بين من أعرف ومن لا أعرف، ربما لا يعرف البعض معنى السلام بكونه دعاءً يكون بأبهى صوته حين يلقيه شخص وهو يبدو الانشراح بوجهه وهو يُلقي تحية الإسلام ليعكس صورة بهية عن هويته الإسلامية.

عفوًا كان هذا فاصل جال بالخواطر ليحط بدون استئذان على منصة العرض قبل بدء بث اليوم الرابع من محرم، ولكم حرية التفكير فيه حتى أثناء مشاهدة البث.

مكان العرض: مكة المكرمة.
الزمن: عام الفيل.

الحدث: جيش أبرهة الحبشي يتقدم بفيل عظيم لهدم الكعبة وعبد المطلب يقول: هناك رب يحميه.

وفعلًا كانت الحماية السماوية متأهبة لأي هجوم يتعرض لممتلكاتها المقدسة، فكان جيشها الهابط من السماء بصورة طير يحمل حجارة من سجيل هزمت جيش الفيلة شر هزيمة.

خلفية سينمائية لعام حافل كان به الحدث الأعظم حين أعلن ميعاد ولادة جديدة لدين ينسخ كل الأديان ويختمها بمسك الختام بخير الأنام.

لم يكن هذا المولود نبيًا عاديًا، إذ لولاه لما كان هنالك حياة في الوجود، لولاه ما انتشر السلام ليكون عنوان الإسلام.

ولكن هناك لقطات جاءت بعده متتابعة أراهن أنها كانت محط تعجب ممكن يعرفون كيف كان الإسلام الذي جاء به خاتم الأنبياء محمد (ص).

فهذه لقطة لمشهد شخص “مسلم” ولكن خان إسلامه واتبع خُطى من يخالفه، وذاك مشهد آخر لـ”مسلم” آخر يفجّر ويهتك الحرمات بدون رحمة ليعيد زمن الجاهلية الأولى بالتعصب لرأيه، وكذا مشهد لأشخاص أيضًا “مسلمين”، ولكن تراهم مع كل جملة يقولونها هناك مفردة للسب والشتم بلسانهم لا يأمن من يعرض نفسه عليهم من الخروج مجلودًا بسياط ألسنتهم.

مع كل هذه اللقطات وغيرها التي كانت تشوه صورة الإسلام البراقة في عيون الكثير ممن لا يعرفه، كان هناك بطل للعرض كان يثبت بريقه بدوره.

بطلنا سيف مغمود أبى أن يُسل غدرًا نحو عدو ظالم كي لا يوصم بوصم الجبناء الذين يأتون من الخلف ليقول جملته التي نصعت من لسان صاحبه “مسلم” الذي لمع إيمانه فيها حين قال بقول رسول الله (ص): “الإيمان قيد الفتك”.

ولا شك هناك فرق بين إسلام باللسان لا يراعي أبسط مبادئ الإسلام بالسلامة من اللسان واليد، وإسلام ارتقى بالعمل ليصل مقام الإيمان، ولكن من ارتقى عليه الحذر ممن يحفرون له الحفائر ليرون لحظة سقوطه بحفيرة لتُرمى عليه الحجارة والنار وكأنه من الكفار.

هنا يُسدل الستار على آية من “الحجرات” تصدح بصداها {قَالَتِ الاْعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإيمان فِي قُلُوبِكُمْ}

ولدخول الإيمان بالقلوب فتوحات خالدة تشهدها الأيام.


error: المحتوي محمي