حذّر مدير مركز البيت السعيد للتدريب الاجتماعي بصفوى فضيلة الشيخ صالح آل إبراهيم من المهددات التي تسلب الأمان الأسري، وتؤثر على الأسرة ككيان متكامل بجميع أركانه من أبناء ووالدين، وعلى أفرادها بشكل شخصي ويكون لها انعكاس على حياتهم في الوقت الحاضر والمستقبل.
وذكر فضيلته أن هذه المهددات تنشأ من خلال التعامل فيما بين أفراد الأسرة بصورة سلوك ممارس، أو تكون نتيجة عوامل خارجة عن الأسرة، ومنها؛ الخلافات الأسرية المستمرة سواء كانت بين الزوجين أو بين الأولاد أو كلاهما معًا، ومنها الانفصال والهجر، والطلاق، وإساءة المعاملة، مضيفًا إليها العنف بجميع أنواعه؛ الجسدي والعاطفي، واللفظي، والخيانة الزوجية، والغياب عن المنزل لفترات طويلة، مع الصعوبات الاقتصادية من فقر وبطالة.
وطالب بالوعي لإدراك الآثار السلبية التي تتركها هذه المهددات والمتمثلة في زعزعة الاستقرار وعدم الأمان، وتقلب المزاج النفسي، والانحراف السلوكي للأبناء، والهروب من المنزل، والتخلي عن المسؤولية الأسرية، وفي بعض الحالات تؤدي إلى الانتحار.
جاء ذلك خلال حديث الشيخ آل إبراهيم حول “وسائل تعزيز الأمان في الأسرة” والذي قدمه ضمن محاضرة في برنامج الحسينية المهدية التثقيفي لما قبل القراءة، في الليلة الخامسة، لليالي العشر من شهر محرم لعام 1441هـ، والتي نظمت بالتعاون بين مجلس الحسينية المهدية ومركز البيت السعيد بصفوى.
وتحدث سماحته عن دور الأمن الأسري، معتبرًا أنه أحد الركائز المهمة لنجاح الحياة الزوجية، مبينًا أنه خاصية تتصف بها الأسرة، بحيث يتوفر في الجو السائد في المنزل الشعور بالأمان والطمأنينة بين أفراده، عند تلبية الاحتياجات النفسية والجسدية والاجتماعية، ولا يوجد لديهم قلق تجاه تلبية الاحتياجات بجوانبها المختلفة سواء الجسدية والمادية والعاطفية والاجتماعية، مفصلًا في حديثه كل جانب من هذه الجوانب وكيف يكون.
وأوضح الإيجابيات التي تعود على أفراد الأسرة نتيجة توفر الأمان فيما بينهم ومنها؛ تحسين الصحة النفسية والجسدية لأفراد الأسرة، مما يجعلهم أشخاصًا أسوياء في المجتمع نتيجة لمنح السكينة والاستقرار النفسي، مشيرًا إلى دور الأمان في جلب السعادة للأسرة وجعلها متماسكة ودوره أيضًا في تعميق الانتماء بين أفراد الأسرة، وتقوية العلاقة فيما بينهم.
واستعرض الشيخ بعض الدراسات التي تبيّن تأثير العوامل المهددة للأسرة على أفرادها، حيث بينت أن الخلافات الزوجية تؤثر على الأطفال، والتي تنعكس على شخصياتهم عند التعاطي مع علاقاتهم الاجتماعية، بعدم قدرتهم على تكوين الصداقات مع من حولهم، وإن استطاعوا تكوين صداقات فإنهم يقضون جل وقتهم مع أصدقائهم هربًا من المنزل.
ونبه على أن الدراسات تطرقت إلى بيان أثر غياب الأمان في وجود الطلاق، والذي يكون بؤرة نشأة الضغوط النفسية من القلق والخوف والشعور بالذنب، كما أنه قد يؤدي إلى جنوح الأحداث، من وراء التعامل السيئ والإهمال.
ودعا إلى ممارسة مجموعة من الوسائل التي تعزز الشعور بالأمان داخل الأسرة ومنها؛ إظهار مشاعر الحب بالقول والفعل بين الزوجين وتعليمه للأبناء، والاهتمام المستمر بأفراد الأسرة والسؤال عنهم، وتفهم المشاعر، وتأمين الاحتياجات الأساسية، وخلق الحوار الناجح الذي يحيطه التقدير، بالإضافة إلى حل المشكلات الأسرية باستخدام الأساليب التربوية.