لجأت عضوات اللجان القرآنية في القطيف إلى مخاطبة الفتيات والناشئات والسيدات، بطريقة التفكير البصري والاستدلالي للوصول إلى الحكمة من وراء الالتزام بالحجاب، عبر تنظيم عدة أركان تثقيفية، تدعو إلى التمسك به وفق الضوابط الشرعية الخاصة به.
وتعددت الأركان ببن توزيع المطويات، والملصقات، وفواصل الكتب، والكتيبات، بالإضافة إلى عرض المجسمات والنباتات، التي توضح المفاهيم الخاصة به.
وركزت إيمان الشيخ، في ركن “الكون يحتجب”، على عرض المجسمات، والمأكولات، للاستدلال على الحكمة من الأغلفة حول الأشياء، ومن بينها الكون بالغازات، والأرض بالغلاف الجوي، وبعض الأطعمة كالفاكهة والخضار بالقشور، وكذلك أعضاء الجسم بأغشية خاصة، ومن ثم تحفظ بالجلد داخل الجسد، لتكون مدخلًا نحو معرفة دور الحجاب في حفظ وصون عفاف المرأة، ومحاولة لمخاطبة التفكير في الدور الذي يتركه الحجاب عليها.
جاء ذلك ضمن الأركان المصاحبة لحملة “يدنين” في مرحلتها الثانية، والمنظمة من القسم النسائي للمجلس القرآني المشترك بالقطيف والدمام، والتي انطلقت ليلة الأربعاء 4 محرم 1440هـ، على مستوى أغلب المجالس الحسينية الرجالية والنسائية بمحافظة القطيف.
من جانبها، فعلت الممثل الإعلامي في المجلس القرآني آمال المتوزي الحملة في مجلس أبو باسم السالم النسائي، في تركيا، حيث بدأت بالتعريف بها، مؤكدة أنها تدعو إلى نشر ثقافة الحجاب الإسلامي، وسط ما لوحظ في الآونة الأخيرة من خروجه إلى الذائقة الفردية، أو الوسطية في الالتزام به، ولا يؤخذ ضمن الأطر بل يجب أن يكون وفق تكليف شرعي وضمن مواصفات خاصة.
وأوضحت “المتوزي” أن الحملة نفذت بتضافر مجموعة من العضوات المنتميات إلى 20 دارًا قرآنيةً في المنطقة، وبدأت مرحلتها الأولية على مستوى عضوات الدور، منذ شهر جمادى الثاني 1440، ولمدة ستة أشهر، للتوعية بأهمية الالتزام بالحجاب بعيدًا عن الأذواق والأنماط والمسالك الفنية والثقافية، عبر وسائط متعددة وقنوات التواصل الاجتماعي.
ونوهت بأنه نظرًا لحساسية الموضوع ووصوله لأبعد مدى، جاءت الدعوة على المنابر الحسينية في المنطقة، كونه من الأمور التي لا تقبل المناصفة أو التجزئة، وهذا ما صرح به القرآن الكريم، في شأن صون عفاف المرأة، والتأكيد على حشمتها، ضمن المدلول الحرفي الشرعي له، بما يحفظ لها المصلحة التي لا تعيق انطلاقها في مسالك الحياة.
وقالت إن الحملة لا تزال في عنوانها العريض الشاسع، ومستوى نطاقها المستقبلي، ترحب بمن يرى ويلتمس هذا الهدف، وترى حتمية العودة إلى الأصالة والقيم الرفيعة، ويتجاوز الشكل الخارجي للحجاب ويلامس العفة والنقاء عند المرأة.
من جانبها، قالت رئيسة القسم النسائي المجلس القرآني المشترك انتصار الصفار: “إن الحملة انطلقت من واقع مسؤوليتنا نحن كمجلس قرآني يقع عليه تكليف خاص، وذلك بتفعيل المفاهيم القرآنية وبلورتها بشكل يتناسب مع الجيل الجديد، ولما رأيناه ولمسناه من التهاون بالحجاب – للأسف الشديد – في وسط مجتمعنا المحافظ، ارتأينا أن نقوم بحملة توعوية تعيد الفكر إلى بوصلته الحقيقية، ويكون لها صداها، مستعينين بكل ما لدينا من وسائل تواصل اجتماعية أو منابر حسينية أو قصص هادفة، والحمد لله تم تفعيلها، وذلك بتعاون فريق العمل الذي عمل جاهدًا لإخراج محتوى الحملة بأجمل وأنقى صورة”.
وكشفت “الصفار” أن نتائج استطلاع الرأي الذي أجراه المجلس تحريًا لردود الأفعال تجاه الحملة، أكدت تحقيقها الجزء الأكبر من أهدافها وهو وعي المجتمع وانتباهه لهذه الظاهرة، وذلك من خلال متابعة التقارير الصادرة لتقييم المرحلة الأولى منذ انطلاق الحمل.
ووجهت الشكر إلى فضيلة الشيخ أحمد السلمان على تعاونه مع الحملة ودوره في دعوة المشايخ إلى الحديث عن الحجاب على المنابر ضمن مجالسهم في ليلة الرابع من محرم، ومتابعته لها، مع الأعمال النسائية في الحملة.
يشار إلى أن أبرز المجالس المشاركة في الحملة هي؛ في سيهات: حسينية الإمامين الحسنين “عليهما السلام”، ومسجد أهل البيت عليهم السلام (قسم النساء)، وفي جزيرة تاروت؛ وقبو أبو باسم آل سالم منطقة التركيا، ومجلس سيد الشهداء قبو الزين بسنابس، وحسينية السيدة المعصومة، ومجلس الشهيد مصطفى ياسين في صفوى، بالإضافة إلى العوامية؛ مجلس الزهراء عليها السلام، والحسينية الزينبية.