في «أفلا تتفكرون».. العباس يحذّر من السخرية وانتهاك خصوصية الآخرين.. مرفوض دينيًا واجتماعيًا

سلّط المخرج حسين العباس في فيلمه القصير “أفلا تتفكرون” الضوء على بعض الأفعال الشاذة التي تسيء لمن أبتلي بمرض أو تشوه، وهي التصرفات التي ترقى لمستوى الجريمة الأخلاقية والجنائية التي يعاقب عليها النظام، والمرفوض دينيّاً واجتماعيّاً.

العدسة والسخرية
وتناول الفيلم ظاهرة السخرية من خلال التقاط صور للآخرين دون استئذان؛ بهدف نشرها في قنوات التواصل الاجتماعي، لإثارة الضحك والاستهزاء، وهو ما يعد انتهاكاً صارخاً لخصوصيَّة الآخرين.

وتبدأ أحداث الفيلم الذي اعتمد على اللغة البصرية والفعل الحركي الصامت والموسيقى التفاعلية، بظهور شخصية تفتح الشرفة ليسقط الضوء على ملامحها، مما يوحي بالتنفيس عن حالة نفسية يشوبها القلق والتوتر، لتأخذه الذكريات ناحية موقف معين اعتمده العباس لتنطلق منه الفكرة.

وفي موقف آخر بالفيلم التقط ممثل آخر في مجلس جمعه بشخص يرتدي شماغًا أبيض اللون صورة مفاجئة له ليتداولها على قنوات التواصل الاجتماعي بهدف إثارة الفضول حول ما يخفيه ذلك الرجل وراء شماغه الأبيض؟ مما أثار حفيظة جليسه الذي رفض هذا السلوك؛ ليكتشف المشاهد في النهاية أنه يعاني من تشوه في الجهة اليمني من وجهه، وما يرتدي هذا الشماغ إلا ليتوارى عن الأنظار، لينهي المخرج ذلك الموقف بتقبله حالة التشوه بلا حساسية.

تقبل وضعك وتعايش
بيّن العباس لـ«القطيف اليوم» أن الفيلم يتحدث عن ظاهرة السخرية من خلال قيام بعض الأشخاص بتصوير غيرهم دون استئذان ونشر هذه الصور على مواقع التواصل بهدف الاستهزاء بهم والضحك عليهم، وعلّق على ذلك قائلًا: “هذه الأفعال تعد سببًا من الأسباب، التي تنتج عنها المشكلات الاجتماعية”.

وأشار إلى أن فكرة الفيلم جاءت نتيجة لمسه عدة مواقف تحمل طابع السخرية توجد في المجتمع؛ حيث أبصر بذاته عددًا من المواقف المشابهة لأحداث الفيلم من التصوير والنشر دون استئذان، واصفًا ذلك بأنه يعتبر تعديًا على خصوصيات الآخرين.

وانطلق من مقولته: “إذا لم تحب نفسك وتتقبلها فلن يحبك ويتقبلك الآخرون”، موجهًا دعوة لكل إنسان يعاني من الإعاقة أو التشوه بأن يواجه الناس ويتعايش معهم كالأسوياء، وأن يحب ذاته، ويتقبلها وألا يدع ذلك التشوه يسبب له عقدة نفسية تمنعه من التفاعل مع المجتمع وتجعله ينزوي جانبًا عنهم.

الأفلام الصامتة
من جهة أخرى، أوضح أنه يعتبر أن الأفلام الصامتة هي الأساس في صناعة الأفلام، حيث تعتمد السينما عليها في بعض جزئياتها؛ لفاعلية الحالة البصرية في المشاهد.

وتحدث عن حالة الغموض التي تتسم بها الأفلام الصامتة، قائلًا: “تحتاج هذه النوعية من الأفلام إلى مشاهد متمعن في الأحداث كما تحتاج إلى المشاهدة أكثر من مرة؛ لاستيعاب الفكرة”، منوهًا بأن البعض، يرغب في المادة الجاهزة، كلاسيكية الطرح.

وذكر العباس أن الفيلم، سيعرض هذا العام في مجمع الخليل بن أحمد التعليمي بجزيرة تاروت ، وأنه يسعى لأخذ الموافقة على عرضه في عدد من المدارس، لتصل الرسالة إلى جميع الطلاب؛ لنبذ السخرية والحذر من سلبياتها الاجتماعية والسلوكية.

فيديو:


error: المحتوي محمي