عملي سر نجاحي  

العمل الجماعي يعطي المجتمع ككل الهيبة، والقوة المطلوبة في نفوس أعدائه، حيث إنه حينما ينظر الأعداء إلى أفراد الوطن، وهم يعملون معاً، ويتعاونون مع بعضهم البعض فإنهم سوف يهابونهم، ويخشونهم.

كما أنه يعمل على تحقيق الأهداف، واختصار المسافات، وتوفير الوقت وتذليل العوائق، فعندما يقوم الأفراد بالعمل بشكل جماعي، يكونون أقدر على تحقيق أهدافهم، ويوفر القدرة العالية على تنمية المهارات الاجتماعية، وتنمية روح الجماعة ضمن الفريق الواحد، حيث إن العمل الجماعي يجعل الإنسان أكثر اجتماعية، وحباً للناس، ويدفعه إلى التفاعل المباشر معهم، هذا علاوة على اكتساب الفرد لمهارات اجتماعية ناتجة من تفاعله مع من حوله.

ويهدف إلى التطوير وحل المشكلات عبر اختبار المشكلة والتخطيط للعلاج ودراسة المشكلة والمناقشة الجماعية.

بخلاف العمل الفردي الذي يمكن تشبيهه باليد الواحدة التي لا تستطيع التصفيق.

وهذا العذر الوهمي من أسهل الأعذار للتقاعس عن العمل، أو التكاسل عن الأداء، أو الانسحاب من المواجهة.

تأملت فيه وفي دواخله وفي بعض قائليه، فوجدت أنه لا شيء – غالبًا – ثم تأملت في الاتهام الموجه لليد الواحدة، وأنها لا تستطيع العمل بدون أختها، فوجدت أنها تستطيع، ويمكن لها أن تقدم شيئًا، وقد تغير الشيء الكثير، والكثير جداً، فلماذا نقيدها، ونلزمها بأن لا تعمل إلا بجوار أختها؟!

يد واحدة لا تصفق، ولكنها تكتب، تحرث، وتزرع فتحصد، يد واحدة تستطيع أن تمسك مصحفاً تقرأه، فينفعك الله به يوم القيامة، اليد الواحدة تستطيع أن تحمل بها كتاباً، فترفع به الجهل عن نفسك.

اليد الواحدة تستطيع أن تحذر بها غافلاً، فينقذك الله بسببه، تمسك بها يد ضرير، فتعينه في طريقه، تصفع بها صغير إنساناً، فتعلمه العلم والأدب، تساند بها أحد إخوانك، فتفرج بها همه، تكتب بها ،.. فتغير منكراً، تكتب بها تذكيراً، فتغير قراراً، تكتب بها توجيهاً، فتغير توجهاً، تكتب بها كتاباً، فتعلم جاهلاً، تكتب بها مقالاً فتؤثر على قارئيه، تحرث بها وتزرع وتسقي وتحصد، فتغني بها نفسك وأبناءك! اليد الواحدة إن لم تجد أخرى لا يعني أنها تموت وحيدة.

توجد ثمار للعمل الفردي وثمار للعمل الجماعي، فالتعاون بين الناس (أفراداً وجماعات) والعمل معهم، أصبح من ضرورات الحياة، سواء استخدمت في ذلك مهارات الاتصال المباشر أو غير المباشر.

ولكي نبني لأنفسنا مكانًا رياديًا في مضمار هذا السياق، ونضمن وجودنا في دائرة الضوء، بعيدًا عن العتمة والظلال، علينا أن نتكاتف جميعًا لنشكّل منظومة واحدة، تيمم وجهها صوب المرامي الوطنية العليا، وتكرس جهودها لتحقيق الأهداف التي تعزز مكانة الوطن، وترفع رايته خفاقة بين الأمم المتقدمة.

وعلينا أن نعى جميعًا حجم المسؤولية الملقاة على عاتقنا، ونتجاوز الارتباط الشكلي بالوطن عبر البطاقة الشخصية وجواز السفر ونقف لنسأل أنفسنا: ماذا قدمنا لهذا الوطن غير التذمر والشكوى والتباكي والإحباط، وهل نحن مواطنون صالحون هدفهم الرقى ببلادهم ورفع اسمه عاليًا؟ فالوطن للجميع، ومسؤولية خدمة الوطن والحفاظ على مكتسباته وثرواته وقيمه ومبادئه مسؤولية جميع أبنائه ومواطنيه.


error: المحتوي محمي