يبدو أن “عدنان ولينا” شفرة مقدسة بين أبناء الثمانينات والتسعينات الميلادية أو من يعرفون بـ”جيل الطيبين”، يتناقلونها فيما بينهم مثل جين وراثي، يحمل أجمل الذكريات وبراءة الطفولة وعذوبة الوفاء.
زوار معرض الكارتون في نسخته الثالثة بسيتي مول القطيف كانوا على موعد جديد مع ذكرياتهم الخالدة، في لوحة أجاد نقل بهجة لحظتها الفنان حازم عبد الله الحليلي، لتستوقف الزوار بدقتها وبراعة نقل الأحاسيس التي فيها، ولتثير التساؤل ليس حول اللوحة فقط، وإنما عن الرسام الذي قدمها.
ومن المعروف أن الحليلي أحد المصورين الفوتوغرافيين، فما السر وراء مشاركته في معرض الكارتون؟ «القطيف اليوم» تتبع تفاصيل مشاركته بلوحة واحدة فقط.
انطباعات
وحول انطباعاته عن معرض الكارتون الثالث، قال “الحليلي” إنه معرض متميز بذاته، كونه المعرض الوحيد في المنطقة الذي يحمل عنوان الكارتون، متنوع وجذاب، يحمل في طياته رسومات مميزة وإبداعية، ويشارك فيه الصغير والكبير، مبتدئ وهاوٍ ومحترف، جميل بكل تفاصيله.
لوحة واحدة
وعن مشاركته بلوحة واحدة، أوضح قائلًا: “اقتصرت مشاركتي على لوحة عدنان ولينا، لأن “عدنان ولينا” بالنسبة لي طعم حياة الطفولة، فهذا المسلسل المعجزة هو الذي جعلني أعشق الرسم منذ نعومة أظافري، كم كنت أراقب التلفاز وأنا صغير وأرسم من مشهد إلى آخر، لكي تكتمل الرسمة، ذلك المسلسل الكارتوني عنوان محبة ووفاء وصدق وإخلاص، وتفانٍ وحب للخير والحياة بسلام وأمان”.
وأضاف: “جاءت لوحة عدنان ولينا لأني متيقن تمامًا أن جميع مرتادي المعرض سيقفون لهما، واخترت هذا المشهد لشد انتباه المشاهد، وكذلك لابتسامة عدنان، فهي تجبر الجميع على الابتسامة أثناء مشاهدته”.
الرقمي
واسترسل “الحليلي” في عرض تجربته: “أعطيت اللوحة الوقت والجهد، كونها أول تجربة لي بالرسم الرقمي، عكفت على رسمها مدة الأسبوع، كل ما كان عندي من تجارب ومحاولات وضعتها في هذه اللوحة، كنت أعيش مع عدنان ولينا، خصوصًا مع فيكي، ذلك الطائر الوفي الذي يقطن على كتف لينا”.
وبيَّن أن الريشة والألوان ليسا فضاءً أوسع، فالريشة والألوان يتطلبان وجود المكان المهيأ، ويتطلبان ألوانًا وفرشًا… إلخ، بينما الرقمي كل ما تريده بنقرة زر، في أي وقت وأي مكان، ولا يحتاج لنظافة فرشاة ولا لتوفير “باليتة” الألوان، ولا بالطو أو قميص متسخ بزيت وبقع ملونة.
عودة
ولأن غياب الكاميرا عنه كان موضع تساؤل، أكد “الحليلي” أن الاتجاه للرسوم الكارتونية ليس خصامًا مع الكاميرا؛ بل العكس تمامًا، وقال: “الرسم الكارتوني هو بداية مشواري منذ الطفولة، والمسلسلات الكارتونية هي سر عشقي للرسم، وهي فن وذوق وإحساس، وهي البذرة الأولى لانطلاقي لعالم الفن، لم أعشق الرسم إلا بسبب الكارتون، وما تلك الكاميرا سوى عاكسة للصور الحية؛ “طقطق بكاميرتك”.
الإنمي
واعترض “الحليلي” على وسم البعض للإنمي بأنه ليس به إبداع، ورد: “بل كل الإبداع يتجلى في رسم الإنمي، بالدرجة الأولى الشخصيات عادة تكون خيالية والخيال بحد ذاته إبداع، فالفنان بمجرد استخدام خياله فهو يستخدم الإبداع”.
وأكد أن استخدام الكمبيوتر في الرسم لا يفقد الفنان مصداقيته، فنحن في عالم التطور والتكنولوجيا الحديثة، ولا بد للإنسان من نقلة لعالم الكمبيوتر، والديجيتال، فكما هو الرسم اليدوي يحتاج لجهد وألوان وخيال، كذلك الرسم الرقمي يحتاج لذلك، فالرسام المبدع في نظري لا بد له أن يجرب الرسم الرقمي حتى وإن كان ليس مقتنعًا بذلك، فالتجربة خير برهان، والرسم الرقمي يجعلك تبحر في عالم الفن بخيال أوسع وأعم.
خطوات
أما عن خطواته المقبلة، فهي أمنيات بإعداد معرض متكامل شخصي، يحتوي على مجسمات كرتونية، ورسومات متنوعة، وتصوير فوتوغرافي، ولمسات شعرية، وأعمال فنية.
من هو
حازم عبد الله الحليلي، معلم تربية فنية، شارك في عدة معارض منها معرض شهداء القديح، ومسابقة الكاريكاتير الرمضانية والتي فاز فيها بالمركز الأول، ولديه العديد من المشاركات في الرسم، ولكن بحكم توجهه للتصوير الفوتوغرافي أهمل جانب الرسم حسب وصفه.
من أعماله