يواصل عادل السنونة زرع الأمل في نفوس مرضى فقر الدم المنجلي (السكلر)، عبر قناته اليوتيوب، بعد انتشار الفيديو الخاص به الذي نشره مؤخرًا على نفس القناة وحكى فيه قصته ومعاناته مع ذلك المرض.
وانتقد ابن القطيف السنونة الموقف السلبي لبعض مرضى فقر الدم المنجلي الذين ما زالوا يرفضون العلاج، مشيرًا إلى أنه قد خضع في وقت سابق إلى تجربة العقار الجديد (هيدروكسي يوريا) رغم أنه لم يكن منتشرًا آنذاك إلا أنه قبل التحدي، ووافق على خوض التجربة، مؤكدًا أن النتيجة كانت أفضل مما توقع، حيث أصبح الآن بعد تجربة ذلك العقار متعافيًا، ويمارس حياته بصورة شبه طبيعية، لا تعطي مؤشرات بأنه مريض “سكلر”.
أوهام المرضى
ونظرًا لما يراه السنونة من معاناة هؤلاء المرضى، ومتابعته بعض الحالات وقيامه بالرد على أسئلتهم، وخاصة أن أغلب التساؤلات التي ترده تدور حول دواء “الهيدروكسي يوريا” وتأثيره على الإنجاب، وأنه دواء كيماوي، قال: “هل أنت راضٍ عن حياتك بهذه الوضع؟ إنني شخصيًا لم أكن راضيًا عن حياتي، وكنت أتعلق بأي أمل يمكن أن يصل بي لتغيير حالتي، وحتى إن كانت مخاوف أي مريض في محلها، وهذا حقه، لكن يجب عليه أن يعرف القصة كاملة، ففي الحقيقة أن عقار الهيدروكسي يوريا يؤثر على الحيوانات المنوية، ولكن هذا التأثير مؤقت حيث إنها تعاود الارتفاع مرة أخرى بعد التوقف عن تعاطي الدواء”، مضيفًا: “وبناء على ذلك فإن القول بأن هذا الدواء خطير ويؤدي إلى العقم، مجرد أوهام ليس لها أساس من الصحة، وفي المقابل فإن هذا العقار سيغير حالتك الصحية، وحتى الصحة النفسية ستتغير، وكل ما هو سلبي سيتحول إلى إيجابي، وكل ذلك يستحق أن تُقِدم على تجربة الدواء”.
وتعجّب من المرضى الذين يرفضون تجربة العلاج، وقال: “إذا كانت الإيجابيات أكثر من السلبيات فيجب أن يتم استخدامه، وها أنا مثال حي أمامكم، فبعد استخدام هذا الدواء تحسنت حالتي، والذي لولاه لما وصلت إلى ما وصلت إليه الآن، فالنوبات تقل، وفترات دخول المستشفى أقل كثيرًا من ذي قبل، والنوبات الموسمية بين الصيف والشتاء أقل حدة، فلماذا التخوف؟ هل المسكنات الأخرى والأدوية التي يتناولها المريض ليس لها أي آثار جانبية؟ إن كل مستحضر دوائي له أعراضه الجانبية، ولكن بنسب متفاوتة”، مضيفًا: “لا أعرف ما سر التخوف من الدواء؟ وربما مستقبلًا تظهر أنواع علاجات أفضل، خاصة أن علم الخلايا الجذعية في تطور مذهل”.
ووجّه لثلاثي المتعاملين مع “فقر الدم المنجلي”، وهم المرضى والأطباء وقسم الطوارئ عدة انتقادات، وقال: “قبل انتقاد المرضى أنتقد التحكم في الطوارئ، فبعض المرضى يجب أن تكون لهم الأولوية، وللأسف نحن نفتقد هذا التقييم، فبعض الحالات تنتظر لفترات طويلة؛ وهي حالات حرجة”.
أطباء.. أصدقاء
وأضاف أن بعض أطباء مرضى فقر الدم يتعاملون مع المريض على أنه مجرد “رقم”، وليس كحالة مرضية، أو حالة إنسانية، يعيش حياته كاملة بالمرض، ووصل إلى حالة شديدة من الاشمئزاز من المرض، فيأتي الطبيب وبدلًا من أن يخفف عن المريض، إلا أنه يلقي عليه متاعب يومه ودوامه، وبشكل جاف، مما يثير استياء مرضى فقر الدم من هذا التعامل”، ملفتًا إلى أن هذا بالطبع لا ينطبق على كل أطباء مرضى فقر الدم، فهناك من يتعامل بلطف، وإنسانية، وإحساس بمعاناة المرضى، ويعرفون كيف يتعاملون مع المريض ويخففون عنهم، فبعضهم لم يكن مجرد طبيب إنما أخ وصديق وداعم للتغلب على المرض.
نظرة أمل
واختتم السنونة بالتأكيد على أهمية التركيز على النماذج الإيجابية، والتي حولت ما كان يبدو فشلًا أو معوقًا لاستمرارية الحياة بشكل طبيعي، إلى نجاح وتفوق في كثير من مجالات الحياة، وقال: “هذه النماذج ليست بعيدة عنا، فقط علينا أن نفتح أعيننا لكل ما هو إيجابي”.