لا تقف رعاية الأيتام في لجنة كافل اليتيم التابعة لجمعية القطيف الخيرية عند كفالتهم ماديًا، بل تتجاوز ذلك إلى الرعاية العلمية لأبنائها، وهو ما تشهد عليه المنح التعليمية التي تقدمها اللجنة لليتيمات، لتشد على يد كل متفوق ومتفوقة منهم، دافعين إياهم لتحقيق المزيد من التقدم في مسيرتهم العلمية.
من بين تلك المنح جاءت في إجازة هذا الصيف أولى رحلات البحرين التعليمية للغة الإنجليزية، والرحلة الخامسة إلى بريطانيا، إلى اثنتين من مستفيدات اللجنة المتفوقات.
وخلف ذلك التفوق فتيات تحدين ظروفهن، وخلف تلك المنح شخصيات نذرن أنفسهن لخدمة أولئك المستفيدات وتطوير مستوياتهن وتشجيعهن ليكنّ شخصيات مميزة في المجتمع، «القطيف اليوم» وقفت على تلك الرحلات ومن هن ورائها.
تعاون
في البداية أوضحت لجنة كافل اليتيم أنه بالنسبة للدورات التعليمية والتدريبية الداخلية يوجد تعاون كبير من المراكز لتقديم الدورات بعضها مجانًا والبعض الآخر في شكل خصومات، أما الخارجية فكان لهم تجارب لخمس رحلات إلى بريطانيا، ورحلة واحدة إلى البحرين هذا العام، والرحلتين كانتا بالتعاون مع مركز الصادق التعليمي.
وتأمل اللجنة التوسع في هذه النوعية من الرحلات التعليمية الخارجية، وأن يلتحق بها أكثر من مستفيد في نفس الوقت.
شروط
وبينت اللجنة شروط اختيار المستفيد أو المستفيدة التي لابد من اجتيازها، وهي أن يكون متميزًا ومتفوقًا دراسيًا وسلوكيًا، وأن تتحقق الشروط في أكثر من مستفيد السنة المقبلة.
سعادة وشكر
وأكدت مسؤولة الرحلات بلجنة كافل اليتيم أسماء العيد أن نجاح تلك الرحلات كان بفضل التعاون المثمر مع مركز الصادق التعليمي، وقالت: “سعادتي تفوق الوصف وأنا أتابع أمور الطالبتين في كلا البلدين، وكيف تطوّرت لغتهما وشخصيتهما ومدى استفادتهما من البرامج والأنشطة التفاعلية، وكيف عادتا بأفقٍ أوسع تحملان مهارات وسلوكيات جديدة رائعة، وهذا تمامًا ما تهدف له “كافل اليتيم” من إلحاق أبنائها بهذا النوع من الأنشطة.
وتوجهت باسم اللجنة بالشكر والعرفان لمركز الصادق التعليمي ممثلًا بمديره السيد مصطفى الشعلة لتعاونهم الإنساني المتواصل، وما يقدمونه من جودة في الأداء مما يعكس موقعهم الريادي، ونقلت بفخرٍ واعتزاز تقدير أعضاء اللجنة لهذا التعاون الذي يأتي امتدادًا لنجاحات تُمكن لجنة كافل اليتيم من أداء دورها تماشيًا مع رؤية 2030 لاستكمال منظومة الارتقاء الذاتي بإمكانات أبنائها وتوجيههم وفق أعلى معايير الرعاية والاهتمام.
أجمل هدية
تحدثت «زهراء» ابنة الثامنة عشرة والتي أنهت دراستها الثانوية، وتستعد لعامها الجامعي الأول، عن الهدية التي حصلت عليها من اللجنة، وكانت عبارة عن دورة للغة الإنجليزية في مملكة البحرين، قائلةً: “اللجنة اختارتني كوني من متفوقات لجنة كافل اليتيم، وكانت فرصة مفيدة جدًا، خاصة أني كنت أبحث عن دورات للغة الإنجليزية لكن لم أحصل على الفرصة، فكانت هذه الهدية، التي أعتبرها أجمل هدية تفوق حصلت عليها”.
إلى البحرين
وأوضحت زهراء أن مستواها باللغة الإنجليزية كان جيدًا، ولكن بعد الدورة تحسن بنسبة كبيرة، وأصبحت قادرة على التعامل مع المدرسين البريطانيين دون وسيط للترجمة.
وأشادت بدعم أهلها لها لتتعلم اللغة الإنجليزية في بلد ثانٍ، مؤكدةً أنها لم تواجه صعوبات تذكر، لأن المعهد الذي تلقت فيه الدورة كما أوضحت كان متعاونًا، والطالبات على خلق ويتعاملن بلطف.
وحول تجربة الانتقال إلى البحرين والمبيت فيها يومين من كل أسبوع قالت: أضافت لي التجربة أشياء كثيرة، منها أنها زادت ثقتي بنفسي بسبب الرحلات الترفيهية التي يقدمها المركز إلى المولات، وكان الاعتماد الكلي على نفسي في تقديم طلباتي للمطعم.
بين مملكتين
أما بيان فعمرها 17 سنة، وما زالت في الصف الثاني الثانوي، تعرض تفاصيل اختيارها لمنحة اللغة في بريطانيا، بأنها كانت لتفوقها الدراسي، وحصولها على أعلى النسب المدرسية، وبعد اختيارها من قِبل اللجنة شعرت بسعادة لا توصف، خاصة أن مستواها باللغة تحسن بشكل كبير، وهذه السعادة تقاسمتها مع والدتها وأخوتها، فكأن الهدية لم تكن لها وحدها.
وتصف بيان صعوبات انتقالها من القطيف إلى بريطانيا بأنها تتركز في التعود على العيش دون الأهل، والتأقلم على الأجواء هناك.
ولكن سرعان ما استدركت بأن تجربة الانتقال إلى دولة أجنبية والإقامة بمفردها بعيدًا عن الأسرة، ساعدها في التغلب على الخوف، وأصبحت أكثر اعتمادًا على نفسها.
واختصرت الدرس المستفاد من التجربة بالإضافة لتعلم اللغة بقولها: “إن عدم حصول الشيء من أول مرة لا يعني أنه لن يحصل، بل يعني أنه يجب المحاولة مرة أخرى”، مؤكدة أن حلمها أن تكون طبيبة جراحة ناجحة.