في القطيف.. عابد يعقد مقارنة بين أنواع الخط العربي وأدواته.. أمام والدته

شهدت فعاليات المعرض الخامس لجماعة الخط العربي، بنادي الفنون التابع للجنة التنمية الاجتماعية بالقطيف “همس القلم” مساء يوم الثلاثاء ٣٠ يوليو ٢٠١٩م، محاضرة للخطاط حسن آل رضوان “عابد”، تحت عنوان “مقارنة بين أنواع الخط العربي”.

وشهد المحاضرة مجموعة من الخطاطين والخطاطات من أعضاء الجماعة وخارجها، مع المهتمين والمهتمات بفن الخط، وقدم “عابد” خلالها نبذة تاريخية عن نشأة الخط، حيث كان يخط في المراسلات والمتابعات الخاصة بالسلطة، من بداية ابتكاره في نهاية الدولة الأموية وبداية الدولة العباسية، ذاكرًا أنه مع تعدد أنواعه إلا أنه لا تعطى إجازة في نوع الجلي.

أنواع الأقلام والخطوط
وعرض “عابد” مجموعة مصورة لأنواع من الأقلام التي يكتب بها خط الثلث، كل منها له خط خاص به، ومنها؛ قلم الغبار، والرياسي، والثلث العادي، شارحًا تقاسيم القلم وأهميتها في حركة وانحراف الحرف.

وعقد في محاضرته مقارنة خطية بين الأنواع الثلاثة لخط الثلث، كونه يمارسه في أعماله، وانتشاره الواسع بين الخطاطين، وبين العادي (المرسل)، والمشبع (طوقجة ثلث) والجلي (الجليل).

واعتبر أن المقارنات بين فنون الخط العربي عنوانًا واسعًا، ومن الصعب حصره في اتجاه واحد، كون الحديث عنه سيكون بين القدم والحداثة، بالإضافة إلى النظر إلى مستويات المعاصرين له في منطقة الخليج والعالم الإسلامي، عند مقارنة الخطوط فيما بينها، سواء كانت الخطوط المنتشرة أو المندثرة التي بدأت تنتشر من جديد.

ثم حصر حديثه عن الخط الثلث بتعريفه على أنه من الخطوط البينة “خط الطومار”، المنحدر من قلم الطومار الذي يقدر قياسه بـ 8 شعرات من شعر حيوان البرذون، منوهًا بأن من وضع أسسه قطبة المحرر أو هو أحد مطوريه، كما أنه خط يميل إلى الاستدارة أكثر من خط المحقق.

واستفاض في بيان السمات والمميزات العامة لنوع الخط المرسل من الثلث ومنها؛ أنه الأساس للثلث، واتصافه بالتلقائية والارتجال والانسيابية والاسترسال، والترابط بين الكلمات بشكل أفقي، ويكتب بقلم صغير الحجم ويستخدم في الكراسات، كما أنه سهل القراءة مع قلة التراكيب فيه.

في المقابل، أوضح “عابد” تعدد السمات العامة لخط الثلث الجلي، والتي تبرز الفرق بينه وبين المرسل والمشبع بأنه أشهر، كما أنه يتسم بأنه مأخوذ من المرسل، ويأخذ أشكالًا هندسية في بنائه مثل المربع أو الدائرة والمستطيل، ويستخدم في جدران المسجد والجوامع وبعض منشآت الدولة، والعبارات تكون قليلة مقارنة بالمرسل، مع تميزه بالضخامة والعظمة، إلى غير ذلك من السمات التي يدركها الخطط الثاقب ذو الخبرة الواسعة.

وبيَّن أن الخط الثلث الجلي أشهر الخطوط المعاصرة، وهو أكثر الأنواع استخدامًا مع المرسل، إلا أنه يجد أن النوع المشبع قليل الكلام عنه، وصفاته تجمع بين المرسل والجلي، مستشهدًا ببعض الأسماء التي كان باع في إبراز ومنهم؛ مصطفى راغب، وعباس البغدادي، وحامد الآمدي، ومحمد فهمي، ومحمد شوقي، وسامي أفندي، مع عرض نماذج لأعمالهم الخطية وتقييمها مع الحضور.

مفاجأة المداخلات
وتعددت المداخلات من الحضور، والتي تمحورت ضمن سياق حديثه والوقوف على بعض الدلالات الخاصة به، وكانت المفاجأة حضور والدته الخطيبة علوية العابد، والتي يرجع لها توقيع حسن آل رضوان بـ “عابد” في جميع لوحاته، لتكون له السند منذ طفولته إلى شبابه، حيث أعربت عن فخرها بابنها، الذي نسج الخطوط بالعمل والبحث المتواصل، بعد أن عاش معتمدًا على نفسه منذ صغره، في أجواء كانت تعليم الكتاتيب في بيته.

واختتم اللقاء بتقديم الشكر من رئيس جماعة الخط علي السواري إلى “عابد” وتكريمه.

ومن جهته اعتبر الخطاط نافع تحيفا الخطاط حسن آل رضوان مثالًا للأخلاق والإنسان الراقي المحب للعلم، مشيرًا إلى أنه خطاط من الجيل الجديد، يقرأ في اللغة والأدب والفن، ويعمل على تطوير نفسه، وله علاقات ممتدة داخل وخارج المملكة، وقدم كلمة شكر له على ما قدم ويقدم من عطاء لنفسه ومجتمعه، موجهًا شكره إلى والدته بقوله: “شكرًا لكِ سيدتي لأنكِ أعطيتِ القطيف هذا الإنسان”.


error: المحتوي محمي