صباح أليم.. ويوم حزين يمر علينا بفقد أخ عزيز علينا ورجل مؤمن صالح خيّر نافع مسالم ودود وفيّ محب للجميع وعزيز على الجميع.
عرفت الفقيد الغالي الحاج عبدالغني سعيد المدن (أبو محمد) قبل أكثر من 35 عامًا من خلال مزاملته في بلدية القطيف.
عندما توظّفت في البلدية كان المرحوم آنذاك مديرًا للشؤون الإدارية ثم مديرًا لشؤون الموظفين ثم رئيسًا لفرع البلدية بأم الحمام وظل بها حوالي 14 سنة ثم نقل رئيسًا لفرع البلدية بالعوامية ثم رئيسًا لبلدية القديح ثم مديرًا للشؤون الإدارية والموظفين.
وبعد تكوين المجالس البلدية كلف كأول أمين للمجلس البلدي لمدة شهرين تقريبًا حيث طلب الإحالة على التقاعد المبكر.
كان طيلة مسيرته الوظيفية مثالًا ونموذجًا للموظف الجاد والمخلص الملتزم المتابع والحريص على قضايا المراجعين.. كان نظيف اليد عفيف اللسان.
كان حريصًا – رحمه الله – على قضاء حوائج الناس والبحث لهم عن حلول ومخارج متحملًا تجاه ذلك مسؤوليات الوظيفة.
أكثر من أربعين عامًا وديوانيته العامرة تشرع أبوابها عند تمام التاسعة والنصف من مساء كل يوم لاستقبال الأحبة والأرحام والأقارب والأصدقاء والزملاء من كل مدن وقرى القطيف.
الحاج أبو محمد رجل اجتماعي من الدرجة الأولى.. عاش بين الناس وللناس.. ساعيًا في قضاء المحتاج.. يعود المريض ويزور المسافر يعزّي الفاقدين ويبارك للمتزوجين.. يتفقد الغائب عن ديوانيته ويسأل عنه ويلح عليه بالحضور.
يأنس بالجميع ويرحّب بهم يجل ويحترم العلماء والفضلاء وطلاب العلوم الشرعية حيث يحرص على مشايعتهم إلى الباب الخارجي.
يحفظ مذاق جميع رواد ديوانيته من مقدار الشاي المخدر كل حسب رغبته.
لا تجده إلا مبتسمًا بشوشًا طلق المحيا ودودًا مع الجميع.
كان مؤذنًا وقارئًا للأدعية ومن المداومين على صلاة الجماعة متنقلًا بين مسجد الشيخ عبدالحميد الخطي ومسجد الإمام الجواد على نحو خاص.
لقد فقدنا إنسانًا بمعنى الكلمة وشخصية اجتماعية فارعة.
أحر التعازي وصادق المواساة لأخوان وأشقاء وأبناء وأصهار وأحبة وأصدقاء وزملاء المرحوم.. وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.