فليكن ميلاد النبي ص يوماً للرحمة وميلاد الإمام علي ع يوماً للعدل

احتفل العالم والكثيرون من مجتمعات مختلفة بعيد الام وكانت الهدايا والرسائل والمشاعر جياشة بالمحبة العالية لام حملت وربت واعطت من اجل ان يروى ابنها وتعطش ويشبع وتجوع وينام وتسهر ويرتاح وتتعب وكانت الحضن الذي يأوي حينما تشتد الوحدة والألم “وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ”.

كل ذلك من اجل ابنها وابنتها التي حملت به تسعة اشهر من التعب والعناء حتى اذا ولدت به وضعته على بطنها وسقته من خلاصة لبنها وهي التي تشعر بالتعب والعناء حينما يواجه ابناؤها الالم لتتامل ان يكون الالم عليها لا عليه.

اما اليوم فهم بحاجة الى عطفك وابراز مشاعر الحنان الذي يفيض من بين جوانحك ولكم كانت المراة نهرا من العطف يسيل على حروفها التي تغدقه على ابنائها فاروتهم بالمحبة قبل الماء وبالحضن قبل الاكل وبالقبلات قبل المال فاصبحوا مكتملي العطف والحنان وكانت الفتاة اقرب الى حضن امها عطفا وما احتفالهم الا دليل محبتهم وان شعرت ان المغالاة في هذا العيد الا رسالة ود تطلب من الام ان تعود لنهرها العطوف فلم يعد ابناؤها بحاجة الى اموالها وعملها وانشغالها عنهم بكثر ما هم بحاجة الى عطفها وودها وقبلاتها التي جففتها مشاغل الحياة.

انتقت دول العالم يوما للام واختلفوا في تعيينه فبين 21 مارس او 12 فبراير او 12 مايو او الاحد الثاني من فبراير او الاحد الاول من مايو… وذلك لاجل اختيار يوم يناسب مراسيم المجتمع واظننا لو انتقينا يوم الزهراء (ع) يوما للام بالقطيف لكان اجمل بل اني ارى ان نختار ميلاد نبي الرحمة هو يوم للرحمة والسلام العالمي لما فيه من معاني جميلة تبث روح الرحمة في العالم وليتعرفوا على معنى الرحمة والسلام الذي قدمه نبي الرحمة “وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ”.

واجد من المناسب ان يكون يوم ميلاد امير المؤمنين ع هو يوم للعدل العالمي لما في حياة امير المؤمنين ع من معاني العدل والمساواة وبث روح الانسانية ومحاربة الفقر والعنصرية والتمييز على فئات انسانية في دولة حكمها فترة قصيرة لم تتجاوز اربع سنوات ونصف شغلوه بالحروب والاضطرابات لكنه ابى الا اقامة العدل “وَ اَللَّهِ لَوْ وَجَدْتُهُ قَدْ تُزُوِّجَ بِهِ اَلنِّسَاءُ وَ مُلِكَ بِهِ اَلْإِمَاءُ لَرَدَدْتُهُ فَإِنَّ فِي اَلْعَدْلِ سَعَةً وَ مَنْ ضَاقَ عَلَيْهِ اَلْعَدْلُ فَالْجَوْرُ عَلَيْهِ أَضْيَقُ”.

ان ربط مناسبات مواليد الائمة عليهم السلام بقيم عظمية انسانية سيصنع من العنوان حدثا يتطور عالميا يقبله اغلب الناس في العالم شيئا فشيئا ليتعرفوا على قيم عظيمة للانسانية.


error: المحتوي محمي