حين تفرغ من التراث والترفيه تلتفت للكتاب وقد يكون العكس من ذلك، فلابد من وقفة لعشاق الكتب أمام ركنين حضرا طوال أيام مهرجان “فرحة عيد” الذي نظمته بلدية محافظة القطيف في الواجهة البحرية، “بسطة حسن” ومنتدى “مواهب واعدة”.
حسن آل حمادة الذي انطلقت فكرته بالتحريض على القراءة بمسمى بسيط “بسطة حسن ” من كورنيش القطيف في ربيع الأول عام 1439هـ، والآن تحت إشراف المكتبة العامة وبلدية القطيف، يؤكد أن “الإقبال على شراء الكتب كان جميلًا منذ اليوم الأول للمهرجان، وقد تضاعف الحضور بعد صلاة العشاءين تحديدًا، ولعل وجود الكتاب وسط مهرجان العيد مثَّل إضافة جميلة للفعالية كما هو رأي الجمهور الذي عبّر عن سروره وهو يرى الكتب مزاحمة للحرفيين وأصحاب الأطعمة الشعبية وغيرها من أركان”.
وقال “آل حمادة”: “في هذه المشاركة كانت الغلبة لفئة الكبار، ومعدل شراء النساء تفوَّق على الرجال، أما الأطفال فقد حازوا المرتبة الثالثة في الشراء على خلاف العادة”.
وبخصوص المجالات الأكثر رواجًا، أوضح أنه “جاءت في المرتبة الأولى الكتب الثقافية والفكرية وبدرجة ما الفلسفية، كما أنه كان للكتب المقالية التي تُكتب بطريقة صحافية إقبال واضح، أما الرواية فلا تزال تحظى بعشاقها، لكنها في هذه الفعالية لم تمثل الرقم الأول، ولعل سبب ذلك الحضور المكثف للبسطة في شهر رمضان وبالذات في مهرجان وسط العوامية الذي استمر لخمسة أيام بتنظيم من بلدية القطيف”.
وحول اختيارات الكتب، قال “آل حمادة”: “حاليًا تدهشني اختيارات صغار السن! فهم يتخيرون الكتب بأنفسهم وقد يجادلون الأبوين في قيمة وأهمية ما يختارونه هم بعيدًا عن ذائقة الكبار، ولفتني أن الأطفال مع إقبالهم على الكتب القصصية والروائية الصغيرة إلا أنهم يسألون عن مفردة الفلسفة ويطلب بعضهم كتبًا تحفز التفكير وتناقش الأمور بمنهجية فلسفية، وأراهن على أهمية وجود الكتاب في كل فعالية لنسهم في تشجيع عادة القراءة لنقول يومًا على سبيل الحقيقة لا الأمنيات بأن أمة اقرأ تقرأ”.
أما منتدى مواهب واعدة، فقالت عنه اشتياق آل سيف: “الإقبال على الكتب يعتبر جيدًا جدًا، ومن فئات عمرية مختلفة، بالنسبة للسيدات؛ الفتيات من ٢٠ إلى ٣٠ سنة هن الأكثر، والرجال الأكثر من الثلاثين عامًا”.
وأضافت “آل سيف”: “من خلال مشاركتنا اكتشفت وجود الكثير من عشاق القراءة ومن لديهم موهبة الكتابة، كما اكتشفنا الكثير من المواهب الأدبية وشجعناهم على الانضمام للمنتدى، وعبر إقامة ورش أدبية وعملية لتصحيح النصوص استطعنا أن نوصلهم لإصدار كتبهم الأولى”.