في رثاء فقيد المأتم الحسيني الحاج إبراهيم اوحيد

بسم الله الرحمن الرحيم
{وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}…

من الأخبار القاسية والمحزنة والتي لا بد أن يستجيب لها العقل البشري حتى وإن كانت تأتينا مفاجأة هي أخبار الموت.

فهي بالتأكيد تفجع وتؤلم القلوب، ولكن من لطف الله على عباده المؤمنين أن يجعل القلب فيهم يتسارع ليلحق بالعقل حتى لا يحصل ما لا يحتمله الإنسان من انكسار، إلا أنه ما زالت تبقى هناك تداعيات بالفطرة، وهي أن تلبث الأوردة والأنسجة داخل جسم الإنسان لتبقى تتداعى مع المصاب والحدث القاسي، فتنصب الحسرات وتذرف الأعين بالدموع والبكاء، ويصاب النبض لدينا بالحزن والأسى على من فقدناه.

وداعًا يا أبا أنور، رحيلك من هذه الدنيا قد آلمنا وأحزننا وأفجع قلوبنا، ولكن روحك ما زالت فينا وسيرتك العطرة ستبقى تشكل بداخلنا ما قد أثمرت وأنضجت من عمل صالح.

فقيدنا أبا أنور عشت محبًا وخادمًا للحسين (عليه السلام)، كريمًا، سخيًا، خلوقًا، مخلصًا، وفيًا.

أبا أنور نشهد أنك عشت مواليًا للعترة الطاهرة عليهم السلام وأخًا محبًا للكبير والصغير من أهل منطقتك وخارجها، لك من الأعمال الخيرية والتعاونية والإنسانية المشرفة، بذلت طيلة حياتك المشرقة بحب الرسول وآله عليهم الصلاة والسلام أجمعين، باذلًا كل ما بوسعك من جهد ومال فجزاك الله خير الجزاء عن هذه الأعمال الطيبة وجعلها الله في ميزان حسناتك وجعل الله ما قمت به من خدمة أهل بيت النبوة أعلام الهدى (عليهم السلام) شفيعًا لك بإذن الله يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

رحمك الله يا أبا أنور وتغمدك الله بواسع رحمته وأسكنك الفسيح من جناته والفاتحة لروحك الطاهرة.


error: المحتوي محمي