قصة قصيرة

١/ متزوج حديثًا مع ذلك دائم السهر خارج المنزل، أكرم الكرماء مع أصحابه لا يبخل عليهم إن تعلق الأمر بعزيمة مطعم أو حتى شيشة في قهوة، إذا عاد إلى بيته لا يزيح النظر عن شاشة جهاز الجوال أو التحدث فيه لساعات.

يومًا ما عاد إلى المنزل للتبديل ولم يجد سوى قصاصة ورق كتب عليها “لقد رحلت أرجو أن تطلقني”، بعد الطلاق بدأ الناس بالحديث، أكيد المرأة فيها شيء، عندها علاقات، ما تجيب أولاد.. إلخ

٢/ أم وأب أفنيا العمر في تربية الابن الوحيد، يشقى الأب وتتعب الأم في سبيل توفير جميع وسائل الراحة والتعليم الممتاز لتأمين مستقبل فلذة الكبد.

أما الابن؛ تعرف على صديق فاسد، يلهث وراء الملذات والشهوات، لا ينطق إلا البذيء ولا يأكل إلا المحرم.
يومًا ما اعتُقل الابن بتهمة حيازة الحشيش والتجارة به، بدأ الناس بالحديث؛ أكيد ما تربى نهاية الدلع الأم والأب مهملين… إلخ

٣/ موظف ملتزم، أول من يبدأ الدوام وآخر من يغادر منه، قمة الانضباط والنظام، لم يتغيب حتى لو اشتد به المرض، بينما أغلب الموظفين في لعب واستهتار، يومًا ما تلقى اتصالًا طارئًا من العائلة يخبره بمرض أحد أبنائه، فذهب مسرعًا لنقله للمستشفى، فقام أحد الموظفين الحاسدين بالتبلي عليه وإلصاق تهم الاستهتار به زورًا فتم فصله.

بدأ الناس بالحديث؛ لا ذمة ولا ضمير، ما في انضباط، أكيد حرامي ويلعب من ورا الشركة.. إلخ.

أيها الناس؛ دعوا الخلق للخالق، فكل قصة لها وجهان، لا تظلم أحدًا بكلمة فيقتص منك بحسبي الله ونعم الوكيل.


error: المحتوي محمي