شكرًا لجمعية سيهات الخيرية والشكر لا يفي ولا يكفي، قبلة على يد دعمت ودعاء لكل روح ضحت بجهد ووقت مع هذه الجمعية.
شكرًا للأستاذ المتألق/ مكي الخليفة الاختصاصي الاجتماعي.. لحسن الحظ كنتُ ضمن جماعة الغنامي من محافظة القطيف مساء يوم الجمعة 19 إبريل 2019م، الموافق 14 شعبان 1440هـ، عند قيامها بمبادرة لزيارة المجمع الصحي لجمعية سيهات الخيرية/قسم العجزة وذوي الهمم وكبار السن. وما أن وصلنا المقر كان في استقبالنا الأستاذ/ مكي الخليفة هذا الإنسان الذي يعبر عن أسمى آيات الإنسانية. حقاً إنه كذلك. لقد طوّع نفسه تطوعًا وعلى حساب راحته ووقته لخدمة المحتاجين في هذا المجمع لسبع وعشرين سنة ولا يزال وهو فخور بهذا العمل الإنساني فرح به.
يقدم خدماته للنزلاء ويرافقهم في رحلات وزيارات. وينظّم لهم برامج. إنه التوفيق لا يناله إلا ذو حظٍ عظيم… وبين حفيف الشجر وتمايل الأغصان، وتحت نسمات الريح وصفيرها، والماء وخريره، وهديل الحمام، في حديقة المجمع الصحي هذا، أقيم حفل بهيج بمناسبة مولد منقذ البشرية الإمام المهدي المنتظر (عليه السلام)، المعصوم وسليل العصمة الطاهرين وارث الأنبياء (عليهم السلام)، أرواحنا فداه. بحضور جمع غفير مع كبار السن وذوي الهمم من النزلاء، والذين بدت على وجوههم الفرحة إذ يرون من جاء يحييهم في مناسبة كانوا من روادها أيام مضت. وكانوا مبتسمين تعبيرًا عما خالجهم..
وتخلل الحفل أهازيج وأناشيد إسلامية تفاعل معها الحضور من الأعماق. وقدمت جماعة الغنامي التهاني والتبريك مِن على منصة الحفل إلى العالم جميعاً بهذه المناسبة الميمونة. وكما هي العادة في نهاية الحفل وُزعت الهدايا والحلويات التي تناسب الحدث. ووُزعت الورود. بعدها رافقنا صاحب الابتسامة العريضة الأستاذ/ مكي الخليفة إلى داخل قسم النزلاء. شارحاً لنا بعض الحالات وكيفية التعامل معها. وحقيقة ما رأيناه يدمي القلب تارة ويثلج الصدر أخرى. نرى شاباً لا يستطيع أن يخدم نفسه أو يقدم لها أدنى شيء كيف وقد فقذ شبابه؟!
نرى آخر بدلًا من أن يلبس وشاح التخرج طبيباً. لا حراك له غير عينين مبصرتين ويحتاج من يناوله دواء. ورجل أعمال وتجارة بعد عجز المستشفيات عن علاجه جِيء به إلى هنا لمن يطعمه ويسقيه. وكأننا نقرأ على جباههم جميعاً مكتوباً؛ أينكم يا أحبابنا؟ هل من زائر لنا؟
(حقاً لا يشعر بالسعادة ويعرف قيمتها إلا إذا رأى من فقدها) وفي المقابل شاهدنا ما أبهرنا من غرف طبية تنافس في مستواها أرقى المستشفيات. وعناية فائقة بمن فيها لا يجدونها إلا هنا…
إنه فعلًا صرح صحي حُرمت منه مناطق عدة. فلك الشكر يا جمعية سيهات وللقائمين عليه.. ولكن مع ذلك رجاءً لكل مَن عنده حالة وإن كانت مستعصيه، خصوصاً لأب أو أم ويمكنه القيام بها ولو مع الحرج الممكن، أن يتولى أمرها في بيته ولا يأتي بها إلى هنا، لما لذلك من الأجر أولًا وراحة النفس عند المريض بين أهله ثانياً، وعند شروعنا الخروج من المصحة جرى الحديث مع رجل القامة في التواضع والأخلاق الناشط الاجتماعي سفير الأمم المتحدة للنوايا الحسنة المستشار والمحاضر الدولي معالي الدكتور/ السيد عبدالعزيز الحسن الذي أثنى فيه على المكان وتميز موقعه لقربه بين محتاجيه. وعبر عن سعادة الجماعة بالخدمات التي تقدم للنزلاء، مشيدين بالمتطوعين والكوادر وجمعية سيهات.
وفي الأخير، كانت هناك وقفة مع رجل الخدمة والخلق الأستاذ/ عيسى المكحل عضو فريق مشاة سيهات، الذي جدد التحية بالجماعة وأصر عليهم لتكريمهم في منزله، ولكن لضيق الوقت جرى الاعتذار منه. ولا تنسى الجماعة أن تقدم له جزيل الشكر والتقدير على صنيعه وأريحيته العالية، ونسأل الله له التوفيق.. كما نعود ونكرر الشكر للجميع.