مساعدات الشهر الفضيل بين الواقع والمأمول

قبل أن يهِل علينا شهر اللّه المبارك شهر رمضان، يتأهب كثيرٌ من المؤمنين بحشد الهِمم لمساعدة المحتاجين، كذلك الحال لدى الجمعيات الخيرية واللجان الأهلية وكذلك بعض اللجان التي ينطلق عملها من خلال المساجد، جعل الله ذلك في ميزان حسناتهم.

وكذلك استنفارٌ تجاري من بعض المؤسسات والمحلات الكبرى، حيث تقوم بالإعلان عن توفر سلالٍ غذائية بأسعار تنافسية وغالبًا ما تكون بجودة متدنية، والغرض تسويق بضاعتهم والربح.

ولكن، دعونا نتوقف قليلًا عند الفائدة التي تعود على الفقير من التبرعات العينية والسلال الغذائية، للأسف إيجابياتها قليلة بالمقارنة مع السلبيات.

ومن سلبيات توزيع السلال الغذائية والمواد العينية بشكل عام على الفقراء:

١ – إرغام الفقير على تقبل وتناول ما لا يرغب، حيث قد تحتوى هذه السلال على مواد غذائية لا تتناسب ومزاج الأسرة الفقيرة ورغباتها.

٢ – تكدس المواد الغذائية لدى الأسرة الفقيرة حتى يصل بهم الحال إلى حالة عجز في كيفية التعامل معها، وينتهي بهم المطاف إلى رميها في سلة المهملات.

٣ – تعرض المواد الغذائية للتلف أثناء النقل والتوزيع.

٤ – تحتاج إلى عدد كبير من الأفراد (الأيدي العاملة) للتغليف والنقل والتوزيع.

٥ – المواد الغذائية لا تتناسب وكبار السن والمرضى، حيث تحتوى فقط على المعلبات المصنعة.

هذه بعض السلبيات، ولم أجد لها أي إيجابية.

لذلك نناشد بتغيير نمط التوزيع والتوجه لاستبدال السلال والمواد الغذائية بكوبونات شرائية أو بطاقات تمويلية والأفضل منهما التوزيع النقدي ومن إيجابياتها:

١ – تمكن الفقير من شراء ما يرغب ويحتاج إليه من المواد الغذائية والاستهلاكية (شراء خضار وفواكه ولحم ودجاج أو حتى مواد استهلاكية مثل أدوات التنظيف أو أوانٍ منزلية أو أدوات تحضير الطعام).

٢ – بإمكان الأسرة الفقيرة الشراء في أي وقت.

٣- لا تحتاج إلى أيادٍ عامله كثيرة أو مكان للفرز والتخزين.

نتمنى على أهل الخير والمحسنين تغيير نمط هذه التوزيعات إلى ما يتناسب واحتياجات الفقير.

ومنذ سنوات مضت وجمعية العوامية الخيرية توزع كوبونات شرائية على الأسر المحتاجة، إلا ما يصل لها من تبرعات بعض التجار الذين نتمنى عليهم أن يغيروا تبرعاتهم إلى تبرعات نقدية فهي أنفع للفقير والجمعية.

ونكتفي ببعض التوزيعات العينية التي لا يمكن تغيير نمطها بسبب تعلقها بأحكام شرعية مثل الكفارات والفديات والأضاحي والنذورات والعقيقة، حيث يصل منها الكثير للجمعية في أوقات مختلفة طوال العام.

جزى اللّه المحسنين خير الجزاء وجعل بذلهم وسعيهم وجهدهم في ميزان حسناتهم.


error: المحتوي محمي