في شهر نيسان/أبريل من كل سنة وعلى مضض ننتظر حملها الأول ولكن دون جدوى، لقد أُعطيت جميع أنواع الأسمدة والعناية حسب توصيات أهل الخبرة والاختصاص من مهندسين زراعيين وغيرهم على أمل في بداية شهر أبريل من كل عام نرى تلك الوردة البيضاء الجميلة ولكن دون جدوى، نرى ثمرها في كثير من البلدان وآخرها كانت من تبوك، والجوف، وحائل، ومن العراق في مدينتي كربلاء والنجف الأشرف، وعندما تسأل أهل الخبرة منهم عن محفزات وسبب عدم إثمارها في منطقتنا مع عدم وجود فارق ملموس في المناخ!! فالجواب يدور حول جودة التربة وعذوبة المياه والعناية الدورية وشدة حرارة الجو صيفًا.
التربة جيدة والسماد العضوي يضاف إليها سنويًا، خاصة في الشتاء والربيع ما قبل موسم الأزهار مع مراعاة يوم الصحة والسلامة العالمي الذي يصادف شهر أبريل، وحتى السماد غير العضوي ينثر في نفس الشهر وقبله وأحيانًا مع الرش الكيميائي وإن كان يصادف فيه ذكرى ضحايا الحروب الكيميائية، تدخل بعض المشاتل وترى تلك الأشجار ألمستوردة يصل سعرها إلى ما يتراوح بين أربعة وعشرة آلاف ريال، وعندما تسأل عن عدم وجود الثمر، تكون الإجابة “كانت مثمرة وقت استيرادها فقط”، لماذا؟ فيجيب: “الجو هو السبب، لا تتحمل الحرارة”، أي حرارة؟ هل حرارة الصيف؟ أو برودة الشتاء؟ هل يوجد أحر من المدن العراقية؟ وهل مدينة حائل باردة صيفًا؟
قد يكون مستغربًا أن تراها مثمرةً في مناطق حارة كمدينة حائل أو في مدينتي كربلاء والنجف الأشرف في ألعراق اللتين تصل فيهما درجة الحرارة صيفًا إلي 50 درجة مئوية تحت الظل وفوق 60 درجة مئوية تحت أشعة الشمس، وقد ينتابك الدهشة والاستغراب عندما تتجول في بساتين تلك المدن وتحت أشعة الشمس ألمحرقة وترى الثمر بكميات تجارية وجودة عالية، قرأنا الكثير عنها من الكتب العلمية ونقلنا منها مع الاحتفاظ بالملكية الفكرية واليوم ألعالمي للكتاب وحقوق المؤلف الذي يصادف في شهر أبريل.
وبعد كل هذا العناء توصلت إلى نتيجة علمية أن تلك الشجرة لا تثمر في منطقتنا لسبب واحد فقط وهو البرودة اللازمة إلى الشجرة ما قبل الإزهار، والتي تصادف شهر أبريل غير متوفرة في المنطقة ألشرقية ألتي يتراوح فيها متوسط الأعلى لدرجة الحرارة في الشتاء من شهر يناير إلى شهر أبريل بين 15 و25 درجة مئوية، وأدنى درجة بين 11 و20 درجة مئوية، بينما درجة البرودة المثالية لكي تزهر تلك الشجرة تكون بين 3 و10 درجات مئوية، وهذه غير متوفرة في المنطقة الشرقية وغير متوفرة في المناخات الاستوائية والقريبة منها.
إذًا ليس هي حرارة الجو الصيفية، بل البرودة الشتوية ما قبل الإزهار غير كافية في منطقتنا لأزهارها.
تأثر الشعراء بشهر أبريل، حيث اتفقوا على أنه نهاية الشتاء ودخول الربيع مع أزهاره الجميلة.
كم أنت جميل يا أبريل لأنك أول شهور الربيع، وإن كانت شجراتنا الزيتون لا تثمر فيك.