شهد حفل توقيع استشاري طب الأطفال الدكتور نايف الدبيس باكورة كتبه “Doctor طمّنّي”، يوم الجمعة 7 شعبان 1440هـ، مجموعة من التساؤلات من جانب بعض الحاضرين الذين وصل عددهم إلى 100 شخص عن مراحل وخفايا تأليف الكتاب، وكيف كانت؟ ومتى كانت؟
من جهته، أكد ابن سيهات الدبيس أن تجربة تأليف الكتاب تعتبر اختزالًا للمواقف والأحداث المتلاحقة التي يمر بها طبيب الأطفال على مدار اليوم، وفي ساعات عمله، سواء كان في العيادات أو الطوارئ، والتي من شأنها أن تنقذ حياة الطفل بكل ما تحمله اللحظة من ألم الطفل المريض وقلق الوالدين، وحالة الاستنفار العاجلة التي بقوم بها الطاقم الطبي في الطوارئ عند تسلّم الطفل.
وأوضح أن فكرة الكتابة تولّدت عام 2014م، عندما كان في رحلة إلى مدينة شيكاغو الأمريكية، فراودته مواقف من مخزون الذاكرة، فحوّلها إلى كتاب بما يملكه من قدرة على الكتابة، وتناولها بطريقة السرد بمرجعية علمية تناسب جميع المستويات وبأسلوب سلس، مصنفًا الكتاب على أنه يبث شكوى وليس تشخيصًا، وفرصة للتعرف على مزيج من المصطلحات العلمية الطبية.
وبيّن أن الكتاب يتضمن 13 عنوانًا، تجيب عن التساؤلات حول الأمراض التي يتعرض لها الطفل منذ الولادة إلى سن 14 سنة، متمنيًا من كل زوجين قبل الزواج أو عند استقبال أول طفل قراءته ونهل ما بين دفتيه من معلومات تبيّن طريقة التربية الصحية لأولادهم.
وعن سبب اختياره عبارة “Doctor طمّنّي” عنوانًا للكتاب؛ أجاب بأن هذه الجملة هي فاتحة أي لقاء بين الإسعاف في المستشفى أو العيادة وذوي المريض، مبيّنًا أن طلب الوالدين الاطمئنان على طفلهما هو روح الحوار الأساسي بينهما وبين الطبيب.
ودعا الدبيس إلى أن يكون لكتابه مكان في المكتبة العربية، بعد انتهائه منه منذ سنتين، مطالبًا بإثراء القارئ العربي بكتب التجارب المهنية بوضع بعض التفاصيل التي تكشف عن خفايا عوالم المهن، وبيان الجانب الإنساني فيها والذي ينافس الشهادات والقدرات الأكاديمية.
وذكر الطبيب تفاصيل المواقف التي خاضها بدءًا من حزن وقلق وانتهاء بالفرح، مبيّنًا أنها أوجدت له علاقة بين المرضى وعلى رأسهم مرضى فقر الدم المنجلي، كونه أحد الأمراض المنتشرة في المنطقة، ولكثرة مراجعتهم للمستشفى يكون الإسعاف هو الحاضن لهم حتى يتم تحويلهم إلى غرف التنويم أو الرجوع للمنزل.
وقال: “أتمنى أن يكون الكتاب مرجعًا تثقيفيًا توعويًا إلى الوالدين عن صحة أولادهما بمرحلة الطفولة، وترجمة لشكاواهما وهواجسهما التي تصاحب تغير الحالة الصحية لطفلهما، والتي لمستها من خلال مسيرتي المهنية في طب الطوارئ والأطفال بالتحديد لمدة 14 سنة”.
وتحدث عن بواطن خبرة الطبيب، قائلًا: “إنه يحصل عليها من المريض أولًا، وتكون نتائج شكاوى الناس، عندما تسبق المشاعر الأهل لمحاولة رد الحياة لفلذات أكبادهم، ومواجهة لحظات تهز الوجدان”، منوهًا إلى أن القيمة الحقيقية لكتابه جاءت من عند الناس وليس منه كطبيب ممارس صحي.
ولفت الدبيس إلى ديمقراطية “علم الطب” التي تعني تساوي المرجحات العلمية؛ حيث يكون القرار للوالدين في اتخاذ الإجراءات الصحية نحو طفلهما بناء على تقديرات شخصية، كون الطفل ليس مخوّلًا لأخذ القرار، فيصبح مستقبله الصحي في يد والديه، ومن هنا يجب على الوالدين التدخل بما يلزم في الوقت الصحيح، والعمل بالجودة المطلوبة التي تضمن له الحياة.
يشار إلى أن الكتاب أحد إصدارات مكتبة حكاية قمر للنشر والتوزيع، ويقع في 250 صفحة من القطع الوسط، وشارك في إخراجه كل من؛ أمل الفرج تدقيق لغويّ، ورسوم يقين الشيوخ، ورسم الشخصية ميثم السلطان، وقام بتصوير الغلاف يوسف المسعود، وتصميم مواهب يونس.