لماذا التعالي؟!

كثير من الناس الله يهديهم إلى طريق التوازن النفسي والاجتماعي، ويلهمهم التواضع، وعدم الترفّع على الآخرين، كما أعطاك الله أعطاهم، كذلك ولكن البعض يمنعهم من إبراز مواهبهم عدم جرأة أو خجل أو تواصل اجتماعي.

إن التعامل مع الآخرين، يجب أن يكون من منطلق إسلامي وإنساني، هذا الشخص لا يناسبني أن اتعامل معه؛ لأنه ليس بموقع اجتماعي مرموق ولا ينتمي لأي مؤسسة تعليمية أو اجتماعية ولم ينتج ولم يقدم، وأنا ممن قدم وأنتج، صحيح أنت قدمت وأنتجت علنًا وهذا الذي تفتخر عليه قدم وأنتج سرًا وكان ما قدمه خالصًا لوجه الله وانطلق في عمله وأتقنه وأخلص فيه لأجل مجتمعه خالصًا لوجه الله لا يهم ثناء الناس أو مدحهم أو معرفتهم به بقدر ما يهمه العطاء.

سواء كان هذا العطاء ماديًا أو معنويًا أو ثقافيًا، فهو لا يتبع جهة معينة بل يعمل لأي جهة تعمل من أجل الله وتخدم أفراد المجتمع والخالق يقبل القليل ويعطي الكثير ويثيب على العمل الخالص لوجهه (جل شأنه).

وفي أي جهة يقدم هذا العمل وفي أي مجال حتى إماطة الأذى عن طريق الآخرين ومساعدة أي فرد لأي مساعدة مادية ثقافية معنوية، مثلًا إصلاح ذات البين سواء بين أخوين أو فردين بينهما علاقة جيرة أو زمالة دراسية أو مهنية أو مساعدة آخرين في تذليل عقبة تعثر بها، ووقفت سدًا منيعًا في إكمال مسيرة حياتية عملية أو دراسية أو اجتماعية، وكل ذلك بصمت دون أن يعلن على الملأ، فأنت يا من تترفع وتفتخر ألا يجدر بك أن تكون شاكرًا لله إذ وهبك وألهمك فعل الخير، وأعطاك مزايا، كالجرأة والحظ والحبوة، وهيأ لك البيئة لإبراز أعمالك وممارستها دون أي خوف وتردد، فهل يلام من تظافرت عليه معوقات وقفت أمام طموحه وحبسته في شرنقة الخوف والخجل؟ سبحان من حباك وسارت سفينتك، وأنت قبطانها وحباه وقاد سفينته ربان قد أغلق عقله عن رغبات ووجهات راكبيه، فرق يا ذا البصيرة والعقل وقل: سددني ووفقني يا رب وليّن قلبي لولي أمرك.


error: المحتوي محمي