نظّمت اللجنة النسائية المساندة للخدمات التربوية والتعليمية بسيهات “نساندكم” زيارة ثقافية لمكتبة جدل بأم الحمام، مساء يوم الجمعة 29 رجب 1440هـ.
وشارك في الزيارة 23 سيدة مهتمة بالجانب التاريخي الثقافي الفلسفي وامتداد تاريخ اللغة العربية.
بدوره، أسهب صاحب المكتبة علي الحرز في الحديث عن الجانب التاريخي الثقافي الفلسفي وامتداد تاريخ اللغة العربية متدرجًا إلى تاريخ الحضارات حتى الحضارة الإسلامية فمن حضارة العراق التي تضم الحضارة البابلية والسومرية والأكادية التي ترجع لجنوب العراق والحضارة الآشورية في الشمال منه، منوهًا لاستخدامها للغة المسمارية إلى الحضارة اليونانية والمصرية والتي اعتمدت على اللغة التصويرية كما هو حال رجل الكهف الذي عبر عن مشاعره وبطولاته بالرسوم، وحتى الحضارة الإسلامية التي بدأت باستخدام الأبجدية بعد اكتشافها في شام اللاذقية وانتشارها خاصة بعد الإطاحة بالحكم البيزنطي الروماني بمصر.
وبيّن الحرز أن الحضارات تنوعت وتعددت الأساطير والآلهة مع تعدد الحضارات، مستشهدًا بالجانب الفلسفي من التاريخ كتاريخ سقراط، وأفلاطون، وأرسطو وتلميذه الإكسندر المقدوني.
وأشار إلى أهمية وضع البصمة والأثر في الوجود خاصة أن الجانب الفلسفي الوجودي يعنى بمعرفة أسباب الوجود وما سيقدمه الإنسان لتحقيق أهدافه وهذا الأمر يتفق فيه مع الفلسفة الملحدة التي ترى أن الإنسان صنيعة نفسه وظروفه اعتمادًا على خياراته ومسعاه في هذه الحياة.
وفي إشاره تاريخية للغة العربية نفى الحرز وجود شعراء قرشيين أو خطباء ينتهي أصلهم لقريش كون قريش هي تجمع قبلي استطاع قصي بن كلاب جد النبي محمد أن يوحّد أرضها ويسيطر عليها لتكون مكة بما فيها قريش تحت إمرته ولم يكن فيها من الشعراء والخطباء إلا ما تجمع في دار الندوه التي أوجدها زعماء القبيلة ذاتها، مشيرًا إلى أن منبع الشعراء والخطباء من نجد حتى شرقها بما فيها الشرقية والقطيف والبحرين مستشهدًا بالشاعر الجاهلي طرفة بن العبد الذي ترجع أصوله لها.
من جانب آخر، ذكر الحرز أن تاريخ منطقة القطيف وبعض قراها ومناطقها مثل سيهات لا يمكن الرجوع له والوقوف الجازم فيها كون أفرادها استخدموا الطريقة الشفهية بالنقل وليس التدوين وهذا ما أضاع الكثير من موروث هذه المنطقة وتراثها وهذا أحد الأسباب الدافعة له بتدشين هذه المكتبة التي تضم أكثر من 300 ألف كتاب ومجلد يعود بعضها للقرن الرابع الهجري حفاظًا على التراث والتاريخ الذي يهتم به.
وفي الختام، كرّمت لجنة نساندكم الحرز نظير تعاونه وما قدمه من طرح متميز في الزيارة لمكتبته المثرية.
