حقيقة مفهوم بعض عباد الله عن العلاقة مع أفراد المجتمع غريبة مع خلق الله وعباده، لقد شرع البارئ دستورًا للمعاملات، فهناك حقوق وواجبات ومسميات للعلاقات، فرابطة قربى وأخرى جوار وأخرى مصاهرة وزمالة في وظيفة أو دراسة، حتى رفيق الطريق أو السفر لمدة محدودة، كلهم يجمع بينهم رابط الأخوة الإسلامية، وعليَّ أن أحافظ على هذه الرابطة.
وقد حث الإسلام على التقدير والمودة والاحترام والتواصل والمعاملة بالحسنى والتعايش، كل الأديان السماوية وحامليها لم يحيدوا عن تعريف هذا الخط والحث عليه، لكن في زمننا هذا تغيرت المفاهيم وانقلبت الموازين، إن التواصل ثقل وحمل ينوء به المخلوق، فأديولوجيتي لا أصاحب أحدًا ولا ألتقي بأحد، إنني لا أحبذ العلاقات الاجتماعية، ولا أريد بناء علاقة مع أحدهم، يا أيها الإنسان لقد نبذت كل شيء وراء ظهرك، وجميع الأنظمة والأيدولوجيات والاستراتيجيات والقواعد والأنظمة الدينية والحضارية والنفسية والاجتماعية، ألا تعترف بالتكيف والتعايش الاجتماعي، فأنت بلا سلام نفسي داخلك ولا سلام خارجي للتعامل مع الآخرين، فأين الحاجة الفطرية الأفقية للإنسان في مساعدة الآخرين وإيثارهم لتتعدى الأنا، هذا من الروحانيات النفسية بأنك تسعى وترغب في التواصل والاسترشاد بالتواصل الرأسي، المصدر المقدس الإلهي، مصدر الوجود، ليساعدك في التعرف على النفس والتعامل مع الآخرين ومع الوجود كله الذي حث على الإخوان ووضع أولياؤه أنظمة للتعامل الاجتماعي بين الأخوة وحثوا على الإكثار منهم، وأنت تنقض لماذا؟ خالف تُعرف؟
يا ابن آدم يا من تسعى لرضى بارئك وتتمسك بمحمد وآله وتسعى لرضى صاحب الأمر، فلابد من تكوين وتنظيم مجموعة متناغمة محبة متراصة، كالبنيان المرصوص لإماتة العوج وإرساء السلام ونبذ ما يزعزع المجتمع من خلافات وترك الترهات، ووضع استراتيجية سلام.
سلام وتحية إكبار وإجلال للعلوية آل ناصر على ما بثته وما نطقت به من حكم للاستقرار والتعامل بين المنظومة الاجتماعية وكيفية التعامل بين الرئيس والمرؤوس، هنيئًا لها بهذا الحس الديني والاجتماعي المرهف المقتبس من سيرة محمد وآل محمد صلوات الله عليهم أجمعين، اللهم سدد خطاها ووفقها، وكما حبوتها بهذه الأخلاق الكريمة والتواضع والأريحية لين قلبها لولي أمرك.