في ثلاثاء القطيف.. دعوات لتدخل الخطباء والمشايخ رياضيًا.. وتساؤلات عن فرص المرأة!

انتقد عضو المجلس البلدي السابق كمال المزعل تحميل الأندية مسؤولية ضعف التنظيم الإداري، موضحًا أن هذه الإشكالية مفقودة حتى في الهيئة العامة للرياضة، مطالبًا بتكافؤ مخصصات الميزانية بين الأندية، مبينًا أن السيولة المالية لأندية القطيف لا يمكن أن تقارن بأندية الرياض أو جدة.

وتحدث رئيس نادي المحيط بالجارودية أنس الطويلب عن تجربتهم في الاستثمار في الفئات السنية التي طبقت على لعبة السلة، واعتبر اللاعب سلمان الثواب أحد نتائجها، مؤكدًا أن الشح في الأندية يشمل الاشتراك في العمل الإداري، منتقدًا استمرارية القوانين القديمة المثبطة في الاستثمار التجاري ضمن نطاق الملاعب.

وتحدث الشيخ حسين القريش، عضو مجلس إدارة سابق، عن أسباب عزوف الجيل الحالي عن الالتحاق بالنوادي وانشغالهم بما توفره وسائل التواصل الاجتماعي، كما حمل إدارات الأندية مسؤولية إيصال أخبارها للخطباء من المشايخ لدعم تطلعاتهم.

وتساءل زكي البحارنة عن الفرص المتاحة اليوم للرياضة النسائية على المستويين الأكاديمي والممارسة الرياضية، فيما عقب رئيس نادي الابتسام مصطفى هلال بالتأكيد على دور الأندية كجامع لفئات المجتمع من خلال التشجيع على توفير المزيد من اللعب الرياضية وليس من خلال تخصص الأندية، وأرجع الضعف في التخطيط لنشاط الأندية إلى عدم وضوح المخصص المالي من قبل الهيئة للنادي.

جاء ذلك خلال الندوة الحوارية التي نظمها منتدى الثلاثاء الثقافي، لمناقشة موضوع “النشاط الرياضي في المنطقة وسبل تطويره”، وذلك تفاعلًا مع البطولات الرياضية المتواصلة في المنطقة على المستوى الوطني والعالمي، وبالتعاون مع شبكة القطيف الرياضية، بحضور الدكتور حبيب الربعان، مستشار الاتحاد الرياضي للجامعات السعودية، وجمال العلي، الشخصية البارزة في الإعلام الرياضي، فيما مثل محمد الخباز الشبكة الرياضية بكلمة بهذه المناسبة التي أقيمت يوم الثلاثاء 12 رجب 1440هـ، وسط حضور متنوع من رؤساء أندية ومهتمين بالنشاط الرياضي.

وفي الفعاليات المصاحبة التي سبقت الندوة، شاهد الحضور الفيلم القصير “صراع” من الإنتاج المحلي حول وأد الكفاءات ومحاربة الفنون والثقافة، كما تم تكريم رائدة الأعمال انتصار العوامي كأول سيدة تفتتح محلًا لبيع وصيانة أجهزة الجوال، حيث تحدثت عن تجربتها التي انطلقت بشيء من المغامرة إلى أن أثبتت قدرتها ونجاحها.

وأقامت الفنانة زهراء عباس العلوي، عضو جماعة الفن التشكيلي بالقطيف، معرضًا للوحاتها التشكيلية يمثل تراث البيئة المحلية، وتحدثت عن موهبتها التي انصقلت بدافع ذاتي واهتمام أبوي، فيما حل عضو الهيئة الاستشارية لمنتدى الثلاثاء الثقافي الكاتب محمد الخلفان ضيف شرف لهذه الأمسية، حيث سلم جميع المشاركين دروع المنتدى التقديرية.

وافتتح الحوار الرياضي مدير الندوة زهير الضامن، مرحبًا بالحضور، واصفًا الحديث حول تطلعات وهموم الرياضة بأنه موضوع له بداية وليس له نهاية، كما عرف بضيفي الندوة الدكتور حبيب علي الربعان، الحاصل على الدكتوراه في التربية البدنية من جامعة بطرسبرج وأستاذ علم النفس الاجتماعي الرياضي المشارك بجامعة البترول ومستشار الاتحاد الرياضي للجامعات السعودية، ورجل الأعمال جمال عبد المجيد العلي، عضو اللجنة الصناعية في الغرفة التجارية لدورتين، عضو نادي القادسية، وإعلامي ببرامج رياضية مرئية ومسموعة.

وفي بداية اللقاء، تحدث جمال العلي عن الزمن الرياضي الماضي في المنطقة، قائلًا إن نوادي محافظة القطيف كانت متميزة على أكثر من صعيد رغم الإمكانات المحدودة في ذلك الوقت، لكنها خرجت نجومًا ساطعة في سماء الرياضة السعودية وهي كانت المنبع لرواد النجومية في المملكة، مستعرضًا أسماء عديدة كعلوي مكي، وصالح عجاج، ورشيد سنبل، والدكتور عبد العزيز المصطفى، ومحمد عيد، الذين أعطوا رسالة رياضية عريقة تحمل في طياتها التجديد والنجومية.

وأوضح “العلي” أن الدافع عند لاعبي الأمس كان الرغبة والهواية، وفي سبيلها كان المنتمون للنادي يتحملون نفقات النادي والمباريات، تجمعهم المحبة، وكان كل نادٍ يهتم بلعبة يتميز ويختص بها، أما اليوم فهناك خلل داخل إدارات أندية المحافظة الثلاثة عشر مما أدى إلى تدني المنتج الرياضي.

وأضاف الإعلامي الرياضي أن السبب الأهم في اختفاء بعض الرياضات التي كانت بارزة في أندية القطيف والأحساء هو عدم الدعم المالي لها، فالمنتج الرياضي موجود لكن إدارة الأندية تقف عاجزة عن تطويرها ودفعها للأمام، مستشهدًا بنادي مضر، بطل آسيا الذي يمرن لاعبيه على أرض من الأسفلت، ونادي الترجي الذي ظل لسنوات يمارس إدارته في شقة وليس لديه ملاعب تمكنه من تطوير لاعبيه، الأمر الذي اضطر الأندية للبيع والإعارة.

وذكر جملة تحديات تواجه الأندية الرياضية منها؛ انحسار العمل التطوعي في أندية المحافظة، وكذلك ضعف الدور الاجتماعي والثقافي للنادي الذي كان شاخصًا في السابق، مشيرًا إلى أن من بين التحديات الخلافات بين أعضاء الإدارات أو بين الأندية نفسها، مؤكدًا أهمية إيجاد تعاون بين مثلث الجمعية والنادي والحسينية، لتحقيق تعاون بين المؤسسة الاجتماعية والدينية والرياضية للنهوض بمسيرة أندية القطيف والتعاون في تجاوز هذه التحديات، منتقدًا ابتعاد علماء الدين عن توجيه الشباب للعمل ضمن الأندية الرياضية.

من جهته، أوضح الدكتور حبيب الربعان أن إدارة الرياضة بشكل عام تعاني من عدة مؤاخذات انعكست سلبياتها على جميع الأندية بما فيها أندية القطيف الزاخرة بالمهارات، مشيرًا إلى أن المسيرة الرياضية في المملكة ما زالت بحاجة إلى دراسة معمقة تهدف إلى وضع لوائح وقوانين وأهداف محددة كي ترسم مستقبلًا واضح المعالم، وتعالج جوانب الخلل التي من أهمها التحول إلى العمل المؤسسي للأندية.

وحول أهم التحديات القائمة اليوم، قال “الربعان” إنه بالإضافة إلى ضعف الدعم المالي هناك خروج الكفاءات الرياضية إلى الأندية المختلفة، وعدم القدرة على الجمع بين الدراسة الجامعية والرياضة، وقلة المنشآت المهيأة.

وحول توأمة الأندية، أشاد “الربعان” بالفكرة، غير أنه أشار إلى صعوبة التطبيق في الوقت الراهن لأسباب عديدة، مؤكدًا أهمية مأسسة العمل الرياضي القائم على اللوائح والإدارات المنتخبة للأندية، داعيًا رؤساء الأندية لإحياء الدور الثقافي والاجتماعي للنادي وعدم الاكتفاء بالتمرين الرياضي فقط.

وأضاف أنه ينبغي العمل على تصحيح مجموعة مفاهيم لدى الرياضيين، من أهمها عامل الوئام والمحبة بين أعضاء النادي إدارة ولاعبين، الذي يوفر إنتاجًا للنادي أكثر مما تمنحه القوانين والأنظمة، وزيادة التعاون وبناء الثقة فيما بين أندية المنطقة فهي منبع الكفاءات الرياضية، ودعا للابتعاد عن سوق المزايدات على اللاعبين، والعودة إلى تخصص الأندية، كما أكد أهمية استعادة الأدوار الاجتماعية والثقافية للأندية.

وقبل بدء المداخلات، ألقى ممثل شبكة القطيف الرياضية محمد الخباز كلمة أشار فيها لانطلاق عمل الشبكة عام 2008م لدعم أندية المنطقة إعلاميًا، وبعد النجاح أضيف لعمل الشبكة عقد الملتقيات الرياضية لتكريم المنجزين الرياضيين عام 2011م لخلق التنافس الإيجابي وتعزيز الإبداعات الرياضية في مختلف أبعادها.

وبعد ذلك بدأت جولة مداخلات الحضور بتعقيب خليل الفزيع، مبينًا الإضافة النوعية التي تمثلها هذه الندوة لنشاط المنتدى، كما تساءل عن وضع نادي الروضة بالأحساء، فيما أشاد الدكتور عبد العزيز الحميدي بدور خليل الزياني، صانع لعبة القدم في المنطقة، وطالب إدارات الأندية بالتعاون مع الأسرة في تحقيق التوازن بين الاهتمام الدراسي وممارسة اللعب الكروي، مقترحًا تشكيل مؤسسات تجارية تعنى بالابتعاث الرياضي.

وأكد رئيس نادي الترجي علوي العوامي أن الرياضة أصبحت اليوم صناعة بخلاف الزمن الماضي ولابد من توفر عدة عوامل لنجاحها، مطالبًا أصحاب الخبرات في التنظيم الإداري بأن يتطوعوا بتدريب إدارات الأندية على أساليب الإدارة الحديثة الناجحة.


error: المحتوي محمي