تقمص 100 طفل دور التاجر لمدة 120 دقيقة وقاموا ببيع المنتجات التي جهزتهم بها أسرهم في متاجرهم الصغيرة، ورسمت الفرحة على وجوههم بعد جني الأموال التي حصلوا عليها نتيجة بيع المنتجات وكانت حصيلة بعضهم كبيرة.
جاء ذلك خلال مشاركة طلاب الروضات بمهرجان مدرسة اليرموك الابتدائية بصفوى الذي أقيم تحت عنوان “وعد.. للغد” واندرج تحت شعار “إبداع.. بياع”.
وجمع المهرجان أطفالاً من 6 روضات بمدينة صفوى، وهدفت منه المدرسة إلى غرس العديد من القيم والأهداف النبيلة منها مساندة للأسبوع التمهيدي الذي يسبق الدراسة الفعلية للطلبة المستجدين في المدارس عند بداية كل عام دراسي، وكسر فوبيا افتتاحية المدارس داخل الطلبة المستجدين.
وحوى البرنامج بين طياته عددا من المهارات الحياتية التي تصقل شخصية الطفل قبل دخوله للمدرسة وحتى التخرج.
من جانبه، وأوضح رائد شراكة المعلم حسن رضي الجنبي أن هذا المهرجان يعتبر الأول من نوعه في المنطقة حيث إن فكرته جديدة ولم تتواجد في أي مدرسة من قبل، وأهدافه موجهة بالكامل إلى أطفال الروضات في مرحلة التمهيدي، وهو يعتمد على قدوم الطفل ببضاعته وبيعها إلى طلاب المدرسة . وقال: “لقد استقبلنا الأطفال من 6 روضات بمدينة صفوى، وهي؛ روضة البراعم والتي شاركت بنصيب الأسد فكل الشكر لها وشاركت روضة الأشبال وروضة هابي كيدز وروضة جمعية الصفا وروضة المناهل والروضة الأولى الحكومية ولهم كل شكرنا”.
وتابع: “وبدأ البرنامج بتجميع الأطفال وتناولوا وجبة الإفطار حتى صار كل طفل مستعد لفتح متجره الصغير الذي تنوعت محتوياته واختلفت من طفل إلى آخر، فهناك أطفال أعدت لهم أسرهم الأطعمة الصحية كالكعك وورق العنب والفطائر وهذه الشريحة احتلت 65% من السلع، كما تواجد أطفال بسلع وألعاب جديدة وهذه احتلت 35% في السوق”.
وأكد الجنبي استمرار البرنامج لمدة 120 دقيقة مشيرًا إلى أن الوقت مر سريعًا حيث كانت الفرحة مرسومة على وجوه الأطفال وقد كانت حصيلة بعضهم كبيرة من الأموال والتي خلص بها نتاج بيعه في نهاية البرنامج فالجميع كان رابحًا معنا، وخاصة أننا منحنا كل الحضور هدايا.
وأشار الجنبي إلى أن المشروع يعتبر بداية لانطلاقه بحلة جديدة في السنوات المقبلة، وقال: “سوف نركّز في كل عام على موضوع معين ليكون تنافسيًا بين الروضات، فالعام المقبل بحول الله سوف نركز على القراءة المثمرة في القارئ الصغير وبعده على الرواية والقصة والإلقاء (التوستماسترز)، وعامًا على الحاسب الآلي ثم الرياضيات وغيرها من البرامج”.
بدوره، قال قائد مدرسة اليرموك فؤاد عبدالواحد آل نصرالله: “إن المهرجان أقيم على مساحة قدرت بحوالي 384 مترًا مربعًا، ويطوي بين أوراقه مجموعة بل موسوعة من الأهداف النبيلة والعظيمة؛ أولها إعداد الأطفال المقبلين على الدراسة وتهيئتهم لمقاعد الدراسة فهو مساند للأسبوع التمهيدي الذي يكون في مدارس المرحلة الابتدائية وقد حققنا به الشراكة المجتمعية مع العديد من المؤسسات التعليمية وكذلك أسر الأطفال، والبرنامج يعتبر داعمًا للمناهج الدراسية، وهدفنا به أيضًا كسر وتبديد فوبيا بدء الدراسة عند الطفل، وتعليمهم فن التعامل مع الآخرين، وتهيئته للتجارة والبيع ليكون شابًا نافعًا لمجتمعه ووطنه، ويصقل البرنامج شخصية الطفل ويجعله يعتمد على نفسه”.
وأضاف: “نحن نهدف لتدريب الأطفال على المحافظة على ما يملكون من الأموال والادخار منها لوقت الحاجة، كما وجّه البرنامج لتأصيل وغرس قيم نبيلة فيهم كمساعدة الآخرين والأمانة والصدق، واكتساب عمليات ومهارات حياتية متعددة”، مختتمًا بقوله: “نشكر كل أسرة وروضة وكذلك نشكر جمعية الصفا الخيرية لتوفيرها لعبة هوائية جذبت الأطفال إليها، ونقدم تحياتنا للأخ حسن العجاج لتقديمه ألعاب خفة اليد التي شدت انتباه الأطفال”.
وعبّر مشرف البرنامج المعلم أحمد جاسم آل إسماعيل عن إعجابه بالبرنامج قائلًا: “كان البرنامج في غاية الروعة وفكرته كبيرة وأهدافه تعتبر مدرسة بل جامعة متعددة، وقد أدخل البرنامج الفرحة على أكثر من 100 طفل من الروضات الذين مارسوا من خلاله مهنة البيع كما منحت المدرسة فرصة لأكثر من 30 طالبًا من طلابها للمشاركة في البيع، وقد توافد أكثر من 450 طالبًا و60 معلمًا من المدرسة على الشراء بمشاركة بعض أولياء أمور الأطفال، وقد ساهم الجميع وأغرقوا وتداولوا في السوق كثيرًا من الأموال مع الباعة الصغار التي زادت فرحتهم وبهجتهم وهذا البرنامج يمثل بصمة ولمسة للأطفال لن ينسوها أبدًا فقد تكون بداية انطلاق بعضهم في مهنة التجارة”.
واختتم حديثه بقوله: “لقد أوجدنا بنكًا لمن يحتاج صرف الأموال وتعتبر هذه الخطوة تدريبًا على مهارة العد والحساب، واشتمل البرنامج على عروض فيديو هادفة وموجهة عن النقل الآمن في المدارس وكيف نواجه التحرش، ولعبة هوائية وألعاب خفة اليد”
وفي النهاية، تم توزيع الهدايا على الأطفال.