عكس المعرض السنوي لجماعة الفن التشكيلي بالقطيف في نسخته الـ18 أساليب وتوجهات المدارس الفنية لـ43 فنانًا وفنانةً من أعضاء الجماعة، والتي تعددت بين؛ الواقعي، والتجريدي، والتعبيري، والرمزية.
وأعطت الأعمال المقدمة التي وصل عددها إلى 43 عملًا بين الفردي والتجربة، رصيدًا جديدًا لأحد إنجازات الجماعة، مع ظهور أسماء جديدة في الوسط الفني، لفنانين وفنانات من محافظة القطيف مع غياب بعض الأسماء التي لها باع في الفن التشكيلي، حيث كان غيابها فرصة لإتاحة المجال للأسماء الجديدة.
وجاء تنظيم المعرض من جامعة الفن التشكيلي بالقطيف بنادي الفنون التابع للجنة التنمية الاجتماعية بالقطيف، وافتتحه نائب رئيس لجنة التنمية الاجتماعية بالقطيف المهندس صلاح الدعلوج، وذلك يوم الجمعة 22 مارس 2019م، بحضور شخصيات فنية وثقافية واجتماعية، على أرض مسرح قلعة القطيف الترفيهية، وهو مستمر لمدة ثمانية أيام متتالية.
من جانبه، كشف عضو الجماعة الفنان عبدالعظيم شلي لـ«القطيف اليوم» أن المعرض 18 للجماعة جاء بعد انتظار دام لثلاثة أشهر، حيث كان من المقرر إقامته مع نهاية عام 2018م، لظروف خارجة عن إرادة الجماعة، وعلى رأسها عدم توفر صالة عرض على مستوى القطيف، والبحث عن صالة تستوعب هذا الكم من الأعمال والزوار، إلى أن استقر الأمر على تنفيذه في مسرح قلعة القطيف الترفيهية، بتحويلها إلى قاعة عرض خلال ثلاثة أيام.
وذكر شلي أن المعرض استثنائي في عرضه ووقته، مع تعدد الفنانين المشاركين فيه والذين عرضوا لوحاتهم، وأيضًا بما يرافقه من فعاليات وأنشطة، والورش الفنية المختلفة التي ستقدمها نخبة من الفنانين التشكيليين في محافظة القطيف، والذين لهم عدة توجهات فنية مختلفة، وهم؛ عباس آل رقية، وحسين المصوف، ومنير الحجي، بالإضافة إلى تنفيذ الرسم الحر المباشر للجمهور في صالة المعرض.
وحول أبرز التحديات التي تواجه الجماعة، وخطط اجتيازها؛ أجاب أن إيجاد مقر للجماعة هو أكبرها، مستبشرًا خيرًا بالحصول على مقر يضم صالة خاصة بهم، ويعمل على إعداده بكامل التجهيزات المناسبة لهم، في مدينة القطيف، مما سوف يمثل دافعًا لهم نحو إقامة معارض مستمرة وجديدة تليق بمكانتهم، وتطرح معارض جديدة.
وأشار إلى أن الجماعة لها رصيد من الإنجازات التي يعتد بها في تنظيم المعارض الفنية، الجماعية والفردية، والتي كان آخرها معرض الأطفال “مواهب صغيرة 2″، في جمعية القطيف الخيرية، ومعرض “أبيض وأسود” في قاعة قلعة القطيف الترفيهية.
من جانبه، اعتبر الكاتب حسين الجفال أن الأعمال المعروضة متوافقة في الألوان والخبرات والتقديم، معتبرًا هذا تميزًا، مع ظهور بعض القفزات الكبيرة من البعض، منوهًا ضمن حديثه لـ«القطيف اليوم» بأنه تفاجأ بأعمال لم يتوقع وجودها وفي المقابل غاب بعضها، إلا أنها تعد نوعًا من تجديد الدماء الفنية، وهي متواصلة بين الأجيال، وتمثل حالة التقاء بين الأجيال مما ينعكس على الحضور المميز للمعرض.
ولاحظ الجفال النضج الكبير في الرسومات سواء التراثي والمستجد منها، مع تعدد الأعمار للفنانين المشاركين، مشيدًا بدور جماعة الفن التشكيلي في تقديم أسماء تملك وعيًا لونيًا ثابتًا وقويًا.
من جانبه، هنأ القاص فاضل العمران جماعة الفن التشكيلي على عودتها، واصفًا اللوحات التي عرضتها بأنها تكشف حس الإبداع الذي يصوّر المدارس التي تنتمي لها.
ودعا إلى تكرار مثل هذه المعارض، التي تسير في خط واحد مع تعدد التوجهات، مع النظر إلى ضرورة أخذ المعرض حقه من حيث الإضاءة والعرض وحتى الإعلان ليأخذ حقه في الحضور، بإقامته في مكان متواضع.
وقال نائب رئيس لجنة التنمية بالقطيف صلاح الدعلوج في كلمته التي وجهها للجماعة في افتتاح المعرض: “يعجز القلم عن التعبير عن الرقي، والفن المتدفق، والمعرض يبني الشمعة الثامنة عشرة في مسيرة جماعة الفن التشكيلي، وكل لوحة تعتبر مشروعًا من الأحاسيس والذوق والجهد والعطاء المتدفق”، مختتمًا بقوله: “إنني أتقدم نيابة عن مجلس لجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بالقطيف بالشكر الجزيل لكم وندعو مواصلة الدعم لكم”.