أمراض بعض المثقفين

مرض المونومانيا حالة شاذة ومختلفة عن السلوك الطبيعي، والمقصود بها الإصابة بالجنون في شيء واحد أو أشياء محدودة مثل: الغرور أو العجب أو الكبر بقوة.

فنرى بعض المثقفين في مجتمعاتنا المعاصرة يعانون من الجنون العقلي أو ما يسمى بالمونومانيا، بحيث إنهم لا يريدون أحدًا أن ينتقدهم أو يسخر منهم، ويعتبرون أنفسهم من العظماء والعلماء الكبار. شيء وارد وطبيعي جدًا أن أي إنسان على وجه الأرض يتعرض للسخرية والنقد بجميع أنواعه، فليس هناك إنسان كامل إنما الكمالية عند الله.

كما أن هناك بعض المثقفين يعانون من جنون العظمة، وهذه العاهة النفسية المستعصية تجعلهم يشعرون بأنه لا يوجد أحد يملك علمًا مثلهم على وجه الأرض أو أنهم يعتقدون أنهم أشخاص مهمون جدًا. وبالإضافة إلى ذلك فإنهم يحبون الغطرسة والسيطرة على عقول الآخرين بقوة، وفرض رأيهم على الجميع بالعنف، ويعتقدون دائمًا أنهم على صواب.

بعض المثقفين يعانون من داء الغرور المعرفي، والذي يجعل لديهم الرغبة الشديدة في الاستعلاء والتكبر على الناس، فلا يريدون أن يعطوا الناس المعرفة بل يريدون احتقار الناس وإثبات أنهم هم الأفضل وتسليط الأضواء عليهم دون فائدة للوسط الثقافي.

وإن العنجهية التي لم تمكنهم من تحويل المعلومات إلى معرفة مفيدة إلى المجتمع بل وأعمتهم عن الواقع وجعلتهم يتيهون في عوالم العاهات النفسية غير المنتهية، وينسون هموم المجتمع، وأيضًا جعلوا المجتمع يتبعون ثقافات وسلوكيات خاطئة.

المجتمع بحاجة إلى رفع مستوى الوعي في مثل هذه المعضلات النفسية الخطيرة على الجيل الجديد الذي يطمح لأن يكون شخصية مثقفة، لهذا على علماء النفس والاجتماع المعاصرين أن يحاولوا أن يجدوا الحلول لهذه الظاهرة الخطيرة والواسعة في الانتشار بين المجتمع والأجيال الجديدة الطامحة إلى الموهبة والإبداع والثقافة العلمية.

ويضم إلى ذلك أخذ دراسات عليا تطبيقية، وعمل بحوثات عملية دقيقة ومختصة حتى نتمكن من التوصل إلى الحلول الجذرية، وبعد ذلك نقوم بعملية التقويم.


error: المحتوي محمي