ولدت في واحة خضراء تعد ضمن أكبر الواحات في العالم وشعرت بمدى أهميتها منذ نعومة أظافرها، وأدركت العائد الصحي والغذائي والنفسي والجمالي، على الإنسان، وكأن هنالك حديثًا بينهما، ومضت تحمل هذا التوجه إلى أن صقلته بالانضمام إلى فريق “بيتي بستاني” بالقطيف لتكون إحدى العضوات لنشر الثقافة الزراعية بين النساء.
إنها ابنة سيهات من مواليد النجف بتول المدلوح، التي تحدثت عن تجربتها الزراعية مبيّنة كيف توجهت إلى الترشيد الزراعي مع الفريق منذ سنتين والذي أضاف لها الشيء الكثير، مع الاهتمام بالزراعة التي تعشقها منذ 35 سنة، حيث أضاف إليها قيمة علمية، والنظر إلى خضرة النباتات من حولها بمنظور علمي، وفتح لها أفقًا لمعرفة معلومات كانت غائبة عنها، ومنها معرفة الآفات الزراعية وكيفية مكافحتها، والأسمدة بمختلف أنواعها.
واعتبرت أن التوجه إلى توعية السيدات بأهمية الزراعة ضرورة، مع ما تجده من تحديات الطفرة الحديثة، من توفر الغذاء، وانشغالات المرأة المهنية، وحتى محدودية المسكن عند البعض، وضرورة جذبهن إلى الزراعة بتعدد أساليبها وطرق عرضها وتوفر المواد الأساسية لها، امتدادًا لدورها من قرون بوقوفها جنبًا إلى جنب مع الرجل في الحقول والبساتين.
وشجعت على بدء خوض غمار التجربة مع “بيتي بستاني” عبر زيارات المنازل وتقديم الاستشارات الزراعية، وحضور المحاضرات والدورات وتقديمها، وتنظيم الرحلات الزراعية المخصصة للسيدات والعائلات.
من جانب آخر، كان إلى ابنة سنابس جليلة السباع نصيب من التعلق بالزراعة منذ أكثر من 20 سنة، لتنمو معها الرغبة وتزيد مع مساندة زوجها المهندس الزراعي إبراهيم الحداد، الذي دعمها وقدم لها فيضًا مما يملك من توجهات زراعية وفق نظريات وثقافة علمية.
وطبّقت من خيالها تجارب بتدوير النفايات النباتية والبلاستيكية والخشبية والاستفادة من الزراعة، بإعداد ديكورات تضفي جوًا صحيًا.
ولمست أهمية نشر الثقافة الزراعية للسيدات مع اتكاليتهن على الرجل في ذلك، وعدم معرفتهن بأبسط الأمور، فتطوعت لتقديم محاضرات حول الزراعة في المجالس والمنتديات النسائية، مع كونها معلمة فيزياء إلا أنها أسست فريق “بيتي بستاني” المصغر كنشاط طلابي لمجموعة من طالبات المدرسة، حيث طبقن الزراعة في المدرسة بأسلوب عملي، وبين هذا كله دخلت في ركب فريق “بيتي بستابي” كعضوة متطوعة لتكمل مسيرتها في الزراعة بتعدد طرقها.
من جانبها، تعلقت ابنة القطيف حورية أمباني بالزراعة مع تجاربها الناجحة التي كبرت معها، والفاشلة التي تعلمت منها وصححتها بالقراءة والبحث في الشبكة الإلكترونية، وحضور الدورات الخاصة، والتعرف على تجارب المزارعين المحلية والخارجية ومحاولة تطبيق المناسب منها في بيئتنا المحلية، مما فتح لها أفقًا جديدًا، لتجد نجاحها بعد معرفة النوع واحتياجاته، مع التعرف على التقنيات الحديثة للزراعة.
ودعم هذا الميول عندها زوجها الاختصاصي الزراعي مهدي الصنابير بتأسيسه مشروعه “حدائق بابل” لترشيد الزراعة بأنواعها وتقديم الاستشارات بزراعة الأسطح، وتنفيذ البيوت المحمية، وتبعها تأسيس فريق “بيتي بستاني” وتسليم قيادته لها مع مجموعة من السيدات.
وذكرت أن “بيتي بستاني” التطوعي تأسس منذ سنتين بإشراف مهدي الصنابير لتقديم التوعية الزراعية، بمختلف طرقها عبر زيارات البيوت، والمشاركة في الفعاليات الاجتماعية، وتنظيم الرحلات إلى لجان الجمعيات الاجتماعية، والسيدات، والمحاضرات والدورات، كما أنه استهدف 345 سيدة خلال سنتين.
وأضافت أن الفريق عمل على رصد التحديّات التي تواجه الزراعة المنزلية وتقديم الحلول لها بأسلوب علمي، من حيث ملوحة المياه، ودرجة الحرارة، وتحديد الأماكن ومناسبة كل نوع له، وأوقات الري، وطرق التقليم والتطعيم والتسميد للبنات.
جاء ذلك خلال حديث «القطيف اليوم» مع بعض عضوات فريق “بيتي بستاني” التطوعي اللاتي اتجهت اهتمامتهن للطبيعة وما تحمل من حياة خضراء وجعلن بيوتهن بساتين تشع جمالًا بل تعدى إلى إنتاج الغذاء منها، ودخول عالم الحياة الزراعية بتعدد أساليبها واحتياجاتها والذي يعتبر المتنفس لهن لصنع الإبداع بأيديهن ويثبت أن السيدات قادرات على صنع الإنجاز.
وكان خلال فعالية نادي النور الرياضي بأسبوع البيئة، التي بدأت يوم الخميس 21 مارس 2019م، وتمتد لمدة أسبوع، تحت شعار “نحمي بيئتنا لرفاه مجتمعنا”، وذلك بشراكة مجتمعية مع مكتب وزارة البيئة والمياه والزراعة بالقطيف.