التزاحم وحب الذات وصل إلى الأموات، ولا يزال الأحياء يسببون لهم بعض الهتك والنبش، يحصل هذا في المقابر حين يصر ذوي الموتى على الدفن بين القبور.
عندما يتشدد البعض على دفن موتاهم في أماكن تزاحم قبور أخرى، فهم بذلك يجعلون المصلحة الخاصة فوق العامة، يبتغون بذلك راحتهم دون أي اعتبار للآخر.
أيها الأحياء الفضلاء : أخرجوا الأموات من الخيلاء، ينادوكم أن لا تسببوا لهم الإزعاج عند دفن موتاكم، هذا مكان لا ينبغي فيه إلا الترحم وذكر المحاسن.
هذه الطريقة عندنا في اختيار مكان لدفن الموتى لا تراعي التنظيم ولا تنظر إلى المستقبل، عشوائية بإمتياز في صمتٍ جماعي غير واعٍ.
المجتمع لا يفكر بجدية في تحمل المسئولية، ما هكذا تدار الأمور والأشياء، لابد من النظر أبعد والتفكير في ما بعد غد، كيف سيكون استيعاب هذه المقابر ؟!
هذه المسألة لا تحتاج إلى كيمياء وفيزياء، ولا إلى هندسة ومدرسة، فقط شيء من الإدراك والاعتراف بأنها مشكلة، والحل كما في سيهات، هناك الناس جعلت من المقبرة إنموذجًا ممتازًا.
بإدارة تخطط وتنفذ، ومجتمع يتفهم ويتقبل الدفن بطريقة مرتبة، ولا خيار لأحد أبدًا، القبور الحديثة للموتى تحفر في مكان واحد، واحد بعد واحد.
سيهات ليست ببعيدة، وكما فعلت ذلك ونظمت، يمكن للباقي المضي في التغيير للأفضل بتخصيص مناطق جديدة داخل المقابر للدفن كما يجب،لا كيف يرغب الناس.
عندما تكون طريقة الدفن بالترتيب، يمكن التوقف عن دفن الموتى في المناطق القديمة، ويصبح الدفن فقط في المناطق الجديدة، والذي يمكن تحديده وترقيمه وتأريخه.
لابد من البداية في تغيير الأساليب والطرق القديمة المتبعة، وإبدالها بالحديثة والأفضل التي تتلائم مع التطور ولا تخالف الشرع.