الظواهر السلبية الاجتماعية المعاصرة

توهّجت بعض الظواهر السلبية في هذا العصر وذلك بسبب ارتفاع مستوى النقص الشخصي والمادي عند بعض الأفراد في المجتمع، وسيطرة العقد والاضطرابات والصعوبات الحياتية على بعض الأشخاص، بحيث أدت إلى جعلهم يفقدون خاصية التغيير ويعيشون في عاهات نفسية غير منتهية.

ومن العاهات المنتشرة في هذا العصر هي عاهة التشاؤم الحاد؛ وحيث سيطرت هذه العاهة الفتاكة على بعض أفراد المجتمع وجعلتهم يعيشون في أوهام ويصابون بالضغوطات العصبية والنفسية، والتي تجعلهم يفرغون المشاعر النفسية المرضية التي في داخلهم فيمن حولهم، والذي أدى بهم هذا الأمر إلى تقلب مزاجهم بدرجة كبيرة، وجعل لديهم الرغبة الشديدة في تعكير مزاج من حولهم. ومن بعض أسباب الإصابة بمرض التشاؤم عند الفرد هي: الرؤية الضبابية للأهداف المنشودة، والشعور بالنقص بشدة، والانشغال بالآخرين وتوافه الأمور، واستخدام التضعيف السلبي والمعنوي بكثرة.

الحل لهذه العاهات المدمرة هو أن يستعين الإنسان بالله (عز وجل) ويلجأ إلى العلم، ويقرأ كتبًا عن العلوم والأخلاق والمكارم لأهل البيت (عليهم السلام). كذلك يجب عليه أن يكون إيجابيًا، ويعزز ثقته بذاته عن طريق التعزيز الإرادي الإيجابي، وينشغل بإصلاح آفاته السيئة، ويركز أيضًا على إيجاد حلول لحالاته النفسية ومصاعبه المادية والشخصية حتى تكون له القدرة على تغيير أحواله إلى الأحسن.

كما ظهر لنا بعض الأفراد يعانون من الكمالية العصابية. وأن هذه الحالة آخذة في الانتشار بالمجتمع، وهي تجعل الفرد يفكر بالوصول إلى الكماليات الدينية والإنسانية والعلمية والفكرية والثقافية. وهذا يؤدي بالشخص إلى الوقوع في عوالم غير منتهية من الأوهام والاضطرابات والعقد النفسية الخطيرة. كذلك إذا تعمّق الإنسان في هذه الحالة فإنه سيصاب بالغرور والعجب بالنفس. ومن بعض أسباب الإصابة بالكمالية العصابية عند الشخص هي: جلد الذات بحجة الوصول إلى الكمالية الوهمية، وحب الغطرسة والسيطرة على عقول الآخرين، وعدم الشعور بالرضا عند الفرد إلا عندما يبهر نفسه ومن حوله، والاندفاعية عند توجيه النقد إليه. وليس فقط عامة الناس هم الذين يصابون بهذه الحالة بل وحتى بعض علماء الدين والكُتّاب والمثقفين يصابون بها.

ولعلاج هذه الحالة المستعصية يجب على الإنسان أن يتقبل نفسه والانتقادات الصادرة من الآخرين، ويتدرج ويتوازن بتفكيره في الوصول لأهدافه، وتحقيقه لرغباته وغاياته السامية، ويجب عليه أيضًا ألا يجلد ذاته بذاته فيفقد نقاط القوة التي فيه وتتحول حياته إلى جحيم، وتتوغل في عقله الأفكار السلبية المدمرة ويخسر ذاته.

وظهر لنا بعض الشباب بهذا الجيل الجديد والذين أصبحوا يعانون من الاضطرابات السيكوسوماتية، وأيضًا هذه الظاهرة آخذة في الانتشار بالمجتمع بمستوى كبير.

ينشأ عن الاضطرابات السيكوسوماتية تأثير متبادل بين النفس والجسد فيؤثر على الشخص ويتحول من مرض نفسي إلى عضوي. وعلى سبيل المثال: إنسان مصاب بمرض الاكتئاب الوجداني، وبسبب المعاناة النفسية المؤلمة أدى به الأمر إلى الإصابة بمرض في الأعضاء الجسدية مثل: مرض القولون العصبي، والقرحة بالمعدة، واضطرابات الإخراج (التبول اللإرادي).

ومن بعض أسباب الإصابة بالاضطرابات السيكوسوماتية عند الشخص هي: التعرض لمواقف قاسية متعددة، وسرعة الانفعال، والتعرض للضغوطات النفسية الشديدة، والشعور بالتوتر والحزن بدرجة كبيرة.

لعلاج هذه الصعوبات النفسية عند الشباب وخصوصًا لهذا الجيل الجديد عليهم أن يحاولوا السيطرة على أنفسهم عند تعرضهم لأي مواقف وصعوبات قاسية. كذلك عليهم أن يحاولوا أن يتقيّدوا وينشغلوا بفعل الأشياء النافعة؛ كالقراءة، وممارسة نشاطات يومية معينة كالرياضة، أو فعل هواية معينة كالكتابة أو الرسم. بالإضافة إلى استشارة أهل الخبرات، وذلك للترويح عن النفس وللتخلص من مشاعر الحزن والقلق والتوتر. أما إذا استمرت وتضخّمت الحالة عند المريض فيجب عليه استشارة طبيب مختص بهذه الأمور.

وهناك حل رادع وقوي لهذه الصعوبات النفسية والمرضية، وهو الاستعانة بالنعمة العظيمة وهي الله (عز وجل) الكريم والرحمن، وأيضًا اللجوء إلى أبواب الله والنبي محمد وأهل بيته (عليهم أفضل الصلاة والسلام).


error: المحتوي محمي