في أعمق أعماق الألم.. كان واقفًا أمامها.. هذا تجاوز رهيب.
هكذا تقفْ عقاربُ الزمن منكسرة…
ثم إذا هما يخْرجان إلى الفضاء الذي كان يبدو وكأنه تغير كيانه.
تلاشى الأثر سريعًا، لهول الحدث..
مرت أيام..
وبينما هي مستغرقة في عملها التقط فكرها نظرة خاطفة لتلك اللحظة.
كان هناك بعض الارتباك؛ إذ حار عقلها بين النواهي والأوامر والقيم…
أرادت أن تسأل لكنها تذكرت أنه لن يكون هناك أي جواب..
لقد ذهب من كانت تعتمد عليه منذ كانا مراهقين، من تسأله دومًا فيجيبها أو يبحث عن الجواب عند أهل العلم إن كان لا يعرف، كم كان التناغم بينهما في طرح الأسئلة وتلقيها والاهتمام بها جميلًا شيّقًا..
هكذا تراه الآن وهو
بعيد..
بُعد النجوم…
قد كان لوجوده جمال السدم الكونية التي لا بد أنها تحمل في محيطها شحنات علمية موائمة لمواقعها.
هو أيضًا انتقل إلى عالم ملكوتي لكن لن تطال ذراته الأعين ولو بعد ملايين السنين.
هكذا نحن مجرد ذرات متناثرة لا نعلم موقعنا أين يكون..
هكذا قالت لنفسها:
فلما أذنْ لا أتجرأ وأطرح السؤال..
حسنًا لقد فعلتْ ذلك!
كانت فقط كلمة شاردة وليست مكتملة الحروف..
قد وصلت له، وانتهى الأمر.
بين الجلسات الحزينة وقليلًا من المرح الذي يفلت بين حين وحين مجاملة للحضور..
ذات يوم وجدت الرد.
ردٌ جريء حقًا..
شرد تفكيرها بعيدًا.
(كنت أنا من نال هذا الشرف).
قالت وهي تخاطب نفسها:
يا هذا..
إن ذلك فاق مجال تفكيري
هل هذا شرف؟
ولما ترغب أن تناله؟
ألا يكفي حقًا ما انطوت عليه الدهور؟
لا أخالك ترغب تعكر عليك صفو الحياة التي طابت..
ولا أرغب أن يحدث خلل في الحياة.
قد تصافيت أخير مع تلك المهام العظام ليمضي الركب.
جلست هناك تراقب النجوم في خيالها.. وتتساءل:
لماذا لم يعد يجيبني حين أسأله أخشى أن مكروهًا أصابه.
كان الهدوء جميلًا..
إنها ترغب أن تقف عند هذا الحدث وآثاره وقفةٌ مهيبة إلى الأبد.
لا تريدُ أحدٌ يمنع دموعها أن تنساب فهي تُرِيحُها..
هي نهرُ وفاء..
ولا تريد من أحد أن يمنع ابتسامتها فقد ثبتت رغم اهتزاز روحها ويحقُ لها أن تعيش هذا النصر الجليل.
إنها تريد أن تكون وحدها.